افتتح حزب العدالة والتنمية، اليوم السبت، بمدينة الخميسات، الندوة الوطنية الأولى للحوار الوطني الداخلي، وذلك تنفيذاً لخلاصات المؤتمر الوطني الثامن للحزب الحاكم حول توجهات المرحلة المقبلة التي نصت على “إطلاق حوار سياسي داخلي، عبر الفضاءات والآليات المؤسساتية المناسبة”.
ويرى مراقبون أن هذا الحوار، جاء لترميم صفوف الحزب والذي تصدّع بشكل كبير عقب إعفاء عبد الإله بنكيران، من رئاسة الحكومة وإنهاء زعامته لحزب العدالة والتنمية، وهو ما أفضى فيما بعد إلى شبه انقسام لهذا الكيان السياسي. كما تراجعت شعبية إخوان سعد الدين العثماني بشكل لافت، حيث فقدت مجموعة من الأسماء زعامة عدد من الدوائر الانتخابية خلال الانتخابات الجزئية والتي كانت في وقت قريب معاقل حقيقية لهم.
وفي تحليله لهذا الحوار الذي يخوضه حزب العدالة والتنمية، قال محمد الفتوحي، المحلل السياسي في تصريح لـ مشاهد24، إن محطة الحوار الوطني الداخلي التي دشنها حزب العدالة والتنمية، تشكل استجابة حقيقية لإحدى التوصيات التي خرج بها المؤتمر الوطني الأخير للحزب، والذي أجّل النقاش حول رزمة من القضايا الكبرى المرتبطة بأطروحة المؤتمر، نظراً لدقة وطبيعة المرحلة التي كان يمر بها الحزب آنذاك (إنهاء مرحلة بنكيران).
وأردف الفتوحي، أن تداعيات انتخابات 7 أكتوبر 2016 وما أعقبها من “بلوكاج حكومي” وإعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة، كلها أمور أربكت الحزب الحاكم وأفقدته توهجه، لافتاً أن الحوار سيكون محطة للنقد الذاتي.
ويتزامن هذا الحوار، مع حملة مقاطعة بعض المنتجات الاستهلاكية، بالمغرب وتحديدًا (الحليب، والمياه المعدنية، والمحروقات)، والتي جرّت على حكومة سعد الدين العثماني انتقادات حادة وغير مسبوقة، كان لحزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي، النصيب الأوفر منها.
وتعليقًا على طريقة تعاطي الحزب مع حملة المقاطعة، يرى المحلل السياسي، أن “حملة المقاطعة خلقت أزمة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، بسبب تصريحات بعض الوزراء والتي يصفها الرأي العام بالصادمة والمنحازة تجاه الشركات المعنية بالمقاطعة”.
هذا، ودعا سعد الدين العثماني، أعضاء حزبه اليوم السبت، بمدينة الخميسات، إلى “الانخراط الفاعل والإيجابي في جولات الحوار الداخلي وإلى التمسك بالثقة في الوطن، لأن المغرب برهن أنه بلد يستحق، خاصة أنه واجه إشكاليات عديدة ورغم صعوبتها تجاوزها”.
وأكد العثماني على ضرورة أن تكون هناك أجوبة صريحة مهما كانت مؤلمة، وأن الحزب مر بمراحل صعبة.
وأبرز العثماني، أن الحوار الداخلي يأتي في ظرفية خاصة تتميز بعدد من السمات، مشيراً إلى أن ما وقع بعد مرحلة 2016 من بلوكاج كانت أيضا مؤثرة، وأنتجت بعض القلق لدى الفاعلين السياسيين عموما ولكن لدى أبناء العدالة والتنمية بالذات.