قال أندري أزولاي، مستشار الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، أمس الاثنين بالصويرة، إن الموسيقى كانت وستظل في صلب النهضة التي تشهدها مدينة الصويرة، و”هذا الاختيار تم الاعتراف به وتكريسه” من قبل الدورة 12 للملتقى العالمي حول الموسيقى والأصوات بحوض المتوسط.
وعبر أزولاي في كلمته، في افتتاح هذا الملتقى الدولي حول المتوسط، عن اعتزازه باستضافة مدينة الصويرة لحوالي 100 باحث وأكاديمي مرموقين على الصعيد الدولي، في الميدان العلمي والدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية بحوض المتوسط، في ملتقى الأصوات وموسيقى العالم، وقال “حلمنا بتنظيم هذا اللقاء، وقد تأتى لنا تحقيق ذلك اليوم بدار الصويري من خلال جمعنا هذا”.
وذكر مستشار الملك بأن “الموسيقى بكل تلويناتها كانت في صلب نهضة مدينة الرياح” ، قائلا “إن رؤيتكم مجتمعين هنا في الصويرة تعطي كل العمق والفخر لهذا الاختيار الاستراتيجي الذي تبنته هذه المدينة منذ ما يقارب 30 سنة “.
وأبرز أنه تم انطلاقا من هذا المنظور، إحداث مهرجان “أندلسيات أطلسية” بداية سنة 2000، والذي يعد الوحيد من نوعه في العالم الذي اختار جمع ثلة من الموسيقيين والمغنين والراقصين المسلمين واليهود الذين “يلتئمون مرة كل سنة للغناء والاحتفال سويا بحضور الآلاف من المتفرجين”.
وخلص إلى القول إنه ” في الصويرة، وإلى جانب المتعة والإحساس اللذين يشعر بهما كل واحد منا ، فالموسيقى في ضيافة ثلة كبيرة من عالم الفكر، الفكر المترسخ في الطابع الكوني لجميع القيم التي تجمعنا، من قبيل الإيثار والإنصات والتقاسم مع الآخر، في احترام تام لهويات وخصوصيات وحساسيات كل واحد”.
ويعرف الملتقى العالمي لمجموعة البحث والدراسات حول الموسيقى بالبحر الأبيض المتوسط، المنظم لأول مرة بالمغرب وشمال إفريقيا ، مشاركة حوالي مائة باحث وأكاديمي من الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وبلدان البحر الأبيض المتوسط.
وتحظى هذه التظاهرة ، المنظمة بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور، بتأطير ودعم علمي من جامعة كولومبيا بنيويورك، بالإضافة إلى المجلس الدولي للموسيقى التقليدية الذي يوجد مقره بلندن.
ويروم هذا الملتقى خلق فضاء للحوار والتبادل حول موضوع ” الموسيقى والصوت” عبر تقاطعات البحر الأبيض المتوسط، التي شكلت ولازالت تشكل المفاهيم المرتبطة بثقافة وهويات المنطقة المتوسطية.
وتتمحور أشغال هذا الملتقى حول مواضيع تهم على الخصوص، ” أصوات الشتات” و “الموسيقى، والذاكرة والصحوة بمنطقة المتوسط” و”الإنصات للتاريخ في منطقة المتوسط” و”الموسيقى والتكنولوجيا والأرشفة ” و”المستويات الدينية والطقوس” و”المعابر الموسيقية اليهودية الحضرية 23- 19″ و”الموسيقى والموسيقيون والحركات والهجرة” و” موسيقى مرحلة الاستعمار وما بعدها بالمنطقة المغاربية” و”التواصل الثقافي والهوية في المشاهد الصوتية بالبحر الأبيض المتوسط بمختلف تجلياتها”.
كما يتناول المشاركون مواضيع تهم ” دينامية التنوع الموسيقي .. المغرب والضفة الجنوبية للمتوسط” و”لمحة وملاحظات حول التقاليد الموسيقية لدى الجالية اليهودية المغربية” و”العلاقات الإسلامية اليهودية حول الموسيقى بالمتوسط” و”الموسيقى الأندلسية والمنطقة المتوسطية”.