تحول لقاء احتضنه مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، روجت له ملصقات ومنشورات، وزعت خفية، على أنه ” ندوة برلمانية كبرى ” مؤيدة للبوليساريو، إلى كابوس يؤرق بال منظميه. حيث تفاجأ المنظمون وحفنة من الحضور أتت بهم الجبهة المزعومة لتؤثث بهم “الندوة”، بممثل القسم الأوروبي للعمل الخارجي، فانسون بيكي، يعاكس أطروحاتهم الزائفة، من خلال رده القاسي حول الادعاءات حول الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والقاضي بأن “محكمة العدل الأوروبية لم تؤيد البوليساريو في أي وقت من الأوقات”.
وكان بعض الجزائريين من أتباع النظام، إلى جانب حفنة من النواب الأوروبيين المؤيدين لأعداء المملكة، والمشكوك في نزاهتهم. يتابعون أطوار الجلسة وهم في حيرة من أمرهم، بعد الرد القوي لـ “بيكي”، الذي يضطلع بمهمة تدبير العلاقات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي مع البلدان غير العضوة، الذي أضاف أنه “خلافا لما تعتبره البوليساريو انتصارا معنويا لها، فقد خسرت والمحكمة طالبتها بأداء مصاريف الدعوى”، موضحا أن الاتفاقيات تبقى صالحة في نظر القانون الأوروبي والدولي.
وذكر “بيكي” بأن الاتحاد الأوروبي تجمعه علاقات مع المغرب، ولا يمكنه في أي حال من الأحوال أن يوقع مع “كيان لا يتوفر على هوية شرعية، ولا يتمتع بالشخصية القانونية، ولا تعترف به الدول الأعضاء”.
وأكد على أنه في إطار مسلسل ملاءمة الاتفاق الفلاحي وتجديد اتفاق الصيد البحري، قامت المفوضية الأوروبية “التي حصلت على تفويض بالإجماع من قبل المجلس الأوروبي”، بمشاورات مع مجموعة واسعة من ممثلي الساكنة المحلية، وخاصة المنتخبين والمجتمع المدني ومختلف الفاعلين المعنيين.
وحرص المسؤول الأوروبي من جهة أخرى على التأكيد على انفراد الأمم المتحدة بمعالجة قضية الصحراء، مجددا موقف الاتحاد الأوروبي بعدم التدخل في هذا الملف.
وقال في هذا الصدد إن “الأمر يتعلق بقضية من الاختصاص الحصري للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي لن يبث في هذه القضية”.
وأثار جواب بيكي غضب القاعة، حيث صب النائب إيفو فاغل، المعروف بتنظيمه لأنشطة الانفصاليين بالبرلمان الأوروبي، والذي كان يترأس الجلسة، جام غضبه على المفوضية الأوروبية التي قال “إنها تخدم المصالح التجارية لبعض الدول الأعضاء”، في حين لجأ بعض المتدخلين إلى مواضيع متجاوزة متعلقة بـ “استغلال الموارد الطبيعية”، و”حقوق الإنسان في الصحراء”، وأيضا “استفتاء تقرير المصير”، الذي لم يعد ضمن مصطلحات الأمم المتحدة… في الوقت الذي لم يلفظ أي منهم بأي كلمة حول الجزائر، التي تمول وتقوم بتسليح واحتضان، فوق أراضيها بتندوف، انفصاليي البوليساريو، وتعرقل جميع الجهود التي تبذلها المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع، قائم على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، واندماج اقتصادي وأمني إقليميين.