قال محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن قرار المغرب القاضي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، يأتي في إطار الممارسة السيادية للمملكة المغربية وذلك لحماية مصالحها العليا.
وكشف الحسيني في تصريح خاص لـ مشاهد24 عن خلفيات القرار المغربي بقطع العلاقات مع إيران، حيث أوضح أن “قرار المملكة المغربية صارم جداً ومن حقها أن تقطع العلاقات مع أي دولة تهدد أمنها”، لافتاً أن المغرب يتوفر على حجج كافية تثبت ضلوع هذا الكيان الشيعي في تدريب وتسليح جبهة البوليساريو عبر “حزب الله”.
وفي تحليله للمعطيات التي قدمها وزير الخارجية ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، قال الخبير المغربي، إن إيران أرادت أن تلعب ورقة البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب والمنطقة ككل. مؤكدًا أنها “لم تجد سوى القيام عن طريق حزب الله بتدريب ميلشيات البوليساريو، إضافة إلى إرساله لأسلحة بتنسيق من سفارة إيران بالجزائر”.
وزاد تاج الدين، أن قطع العلاقات مع إيران، يأتي في ظرفية إقليمية خاصة، لاسيما في شمال إفريقيا، ففي السنة الماضية لوحظ أن حزب الله سلّم فعلا للبوليساريو أسلحة خطيرة، أهمها صواريخ من طراز “سام 9” و “سام 11″، والأكيد أيضا يردف المتحدث “أن حزب الله قام بتدريب عناصر البوليساريو على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وذلك تحضيرًا لعمليات عدائية ضد المغرب”.
وأكد الخبير المغربي، أن مدربين عسكريين تابعين لـ”حزب الله”، سافروا إلى تندوف لتأهيل قيادات من جبهة البوليساريو الانفصالية في هذا الشهر على استخدام صواريخ أرض-جو (SAM-9 ) والصواريخ المضادة للطائرات (STRELLA). مشيرًا أن هذه العلاقة بدأت عام 2016 حين تشكلت ما يسمى بـ”لجنة لدعم الشعب الصحراوي” في لبنان برعاية حزب الله، تبعها “زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف”.
ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “إعلان المغرب قطع علاقاته مباشرة ودون تردد مع إيران، يؤكد أن المغرب يتعامل بحزم وصرامة عن طريق قطع العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول التي تتعامل مع جبهة البوليساريو أو التي تنوي زعزعة استقرار المملكة، وهي رسالة موجهة لكافة دول العالم وعلى الخصوص أعداء الوطن”.
وردًا على عدد من التأويلات والتحليلات والمواقف التي أوردتها جهات مسؤولة في كل من إيران و”حزب الله” وجبهة البوليساريو بشأن خلفيات قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران، أكد المتحدث أن “القرار مستقل وسيادي لا دخل لأي بلد فيه”. ثم استطرد قائلا: إن “الدليل على ذلك، أن المملكة المغربية كانت من بين الدول الإسلامية القليلة التي أعادت ربط علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أنه حينما عاد سفير المغرب لمنصبه بطهران في نونبر 2016، كانت الأزمة بين إيران مع بعض البلدان العربية والغربية في ذروتها”.
هذا، وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن إقدام المغرب على قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران “يأتي كرد فعل على التورط الإيراني الواضح من خلال حزب الله في التحالف مع البوليساريو لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة”.
وأكد بوريطة في تصريح صحفي، مساء أمس الثلاثاء، أن المغرب يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمغرب.