خلف احتفال الجيش الإسباني بمدينة مليلية المحتلة، أخيرا بما يسمونها الذكرى 92 لحصول وحدة الإمداد في البحرية على ميدالية نظير أدائها في “إنزال الحسيمة” سنة 1925، موجة استياء عارم في العديد من الأوساط المغربية، التي اعتبرته استفزازا للمغرب.
واستنكرت بعض الجمعيات الحقوقية، وضمنها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، هذا الاحتفال، الذي تضمن استعراضا عسكريا، تم خلاله تكريم العديد من الشخصيات العسكرية ومنحها أوسمة بهذه المناسبة، إلى جانب تقديم التحية للجنود الإسبان الذين ماتوا في هذا “الإنزال” والمسؤولون على مجازر رهيبة في حق الريفيين آنذاك”.
وعبرت الرابطة على إدانتها الشديدة “لقوات جيش الاحتلال الإسباني لهذه الخطوة المستفزة لعموم الشعب المغربي ولأرواح آلاف شهداء الريف في مقاومتهم للاستعمار الإسباني”، ومطالبته المجتمع الدولي بفتح تحقيق حول الهجمات على منطقة الريف بالمواد السامة والخطيرة والمخظورة دوليا التي نتج عنه استشهاد الآلاف من المواطنات والمواطنين المغاربة واستمرار تداعيات ذلك صحيا وبيئيا إلى الآن، والتي مهدت لما سمي ب”إنزال الحسيمة”.
و أكدت الرابطة على “أن مليلية جزءًا لا يتجزَّأ من التراب المغرب حيث تؤكد كل الوقائع التاريخية والجغرافية عدم شرعيَّة الحُكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، حيث تعتبر تلك المناطق إحدى أواخر معاقل الاستعمار في إفريقيا، معلنة عن عزمها مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطزنيو غوتيريس لإدانة هذه الخطوة التي تزيد المنطقة اشتعالا وتوجها نحو سباق التسلح تزامنا مع ما يجري في جنوب المغرب”.
ويعد إنزال الحسيمة (Desembarco de Alhucemas)، هي عملية إبرار بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 شتنبر 1925، بساحل الحسيمة، بهدف حسم حرب الريف. ويعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، وتمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد لإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية.