توالت تصريحات المسؤولين المغاربة خلال الأيام الماضية بخصوص التطورات التي شهدتها المنطقة العازلة شرق الشريط الحدودي للصحراء المغربية.
ولوحت أغلب التصريحات عزم المغرب اللجوء إلى استعمال القوة العسكرية للتصدي لأي محاولة تقدم عليها جبهة البوليساريو الانفصالية لتغيير الوضع في المنطقة العازلة، وأيضا إذا ما استمرت في تهديداتها الأخيرة لفرض الأمر الواقع في المنطقة عن طريق نقلها ما تسميه “وزارة الدفاع” إلى منطقة “بير لحلو”.
الخيار العسكري
ويرى الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الأكاديمي والباحث في قضايا الساحل والصحراء، في تصريح لـ مشاهد24 أن تقرير أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أكد بشكل واضح أن جبهة البوليساريو تقوم باختراقات غير قانونية في المنطقة العازلة والتي تتوزع بين “تكتيكية أي وقتية غير دائمة وطويلة الأمد”.
وأضاف الفاتيحي، أن التصعيد العسكري من الجانب المغربي لا يعني الدخول في الحرب، مشيراً إلى أن “بعثة المينورسو حدود مراقبتها تتم في دائرة قطرية جد ضيقة بالمقارنة مع المجال الشاسع للمنطقة الأمنية العازلة وذلك بسبب تخوفات أمنية من الحركات أو من الجماعات الإرهابية التي يمكنها أن تحتجز عناصر وأطر هذه البعثة، وبالتالي عندما يقرر المغرب التدخل بالمنطقة العازلة فهو يريد الشرعية وحماية أراضيه”.
واستناداً إلى المعطيات الراهنة، يؤكد المتحدث، أن بعثة المينورسو لا تتوفر على الإمكانيات الكافية للتحقق من الاتهامات التي يوجهها الجيش المغربي لميلشيات “دولة الوهم” وغير قادرة على مراقبة كافة التراب الموجود في الشريط العازل، وهو ما يعني أن المغرب له الحق في أن يتدخل وأن يقوم بطلعات جوية للتقصي وفق ما ينص عليه القانون الدولي. لافتا إلى أن المغرب بإمكانه القضاء على جبهة البوليساريو في رمشة عين عبر طلعة جوية واحدة.
لهجة ديبلوماسية جديدة
تغيرت لهجة الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء وأضحت أكثر واقعية من ذي قبل بسبب مجموعة من العوامل، فحتى المباحثات التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أشار فيها الملك بشكل واضح إلى أن النزاع الإقليمي الذي امتد لأزيد من 40 عاماً، “تتحمل فيه الجزائر مسؤولية صارخة، لأنها تمول وتحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبوليساريو”.
ويعتقد الفاتيحي أن الموقف المغربي أصبح أكثر قوة بمتغيرات إقليمية ودولية، “فعودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي ومشاركة الملك محمد السادس في القمة الأفريقية الأوروبية ووضع المملكة رجلها في مجلس الأمن والسلم الإفريقي، كلها أوراق ساهمت في تغير اللهجة والدبلوماسية المغربية تجاه قضيته الأولى، كما أن ورقة إفريقيا سياسيا واقتصاديا أصبحت في يد المغرب”.