يشهد ملف الوحدة الترابية للمملكة، في وقت لم تعد تفصلنا فيه سوى أيام عن تقديم التقرير السنوي حول الصحراء أمام مجلس الأمن الدولي، تطورات مهمة، حركت البرلمان بغرفتيه، والحكومة، والأحزاب، ومختلف الفاعلين المغاربة.
ولأن التطورات تتعلق بتحركات مستفزة صادرة عن جبهة ”البوليساريو”، بالمنطقة العازلة بالصحراء المغربية، أبرزها نصب خيم ببلدة المحبس، ونقل مقرات ما تعتبرها ”وزارات” إلى بئر لحلو، فإن المغرب، قرر الرد بقوة، ووجه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، يؤكد فيها أن أي تحرك للكيان الوهمي، سيؤدي إلى الحرب.
صبري الحو الخبير المغربي في القانون الدولي، علق على هذه التطورات بتفصيل في اتصال هاتفي مع ”مشاهد24”، كما تطرق إلى أهم الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها بلادنا في الفترة الحالية.
وأول ما أكد عليه الحو، في حديثه للموقع، أن الاجتماع المشترك الذي انعقد أمس الأحد بالبرلمان، ولقاء رئيس الحكومة بقادة الأحزاب، يدلان على خطورة الوضع بالمنطقة العازلة، كما يكشفان عن توجه جديد لتدبير ملف الصحراء.
وأضاف أن إطلاع البرلمانيين، والفاعلين السياسيين على التطورات الحاصلة، خطوة تبرز أن الديبلوماسية المغربية، بدأت تنهل مبدأ التشارك، معتبرا أن ذلك تحرك إيجابي، ومن شأنه إيصال رسالة قوية للمنتظم الدولي، مفادها أن المغرب صوت واحد، وأن جميع المغاربة يتحدثون لغة واحدة حينما يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية.
ولفت الانتباه في هذا السياق، إلى أن المواطن المغربي، ينبغي أن يكون بدوره ملما بكل تفاصيل القضية ومستجداتها، مسجلا أن الحكومة، معنية بتطوير آليات إخباره، ووضعه في قلب الحدث.
وأوضح الحو، في تحليله للتطورات الأخيرة، أن جبهة ”البوليساريو”، تعمل حاليا على تنفيذ مخطط قديم لها وليس بجديد كما يظن البعض، يتمثل في إعمار المنطقة العازلة، بغرض توفرها على أركان الدولة التي كانت وما زالت تشكل عقدة كبيرة لديها.
وشرح أن خطورة الأمر، تكمن في كون الجبهة مرت إلى مرحلة تطبيق مخططها، وتعمل على السيطرة على المنطقة، ”وهذا تغيير خطير لأنه يؤسس لقيام دولة جديدة بالمنطقة” يتابع مردفا.
ولأجل ذلك، شدد الخبير، على أن الرد المغربي، على تحركات ”البوليساريو”، لا ينبغي أن يسير في اتجاه دخوله في مفاوضات، أو اتخاذه أي إجراءات، وإنما التريث إلى حين تدخل مجلس الأمن بإرجاع الوضع بالمنطقة العازلة، كما كان.
وأشار إلى أن من أهم النقاط التي ستمكن المملكة، من التغلب على الخصوم، وإرباك أوراقهم، السعي نحو إدانة دولية للاستفزازت الأخيرة بالمنطقة العازلة.
ودعا في الوقت ذاته، مجلس الأمن، إلى ردع ”البوليساريو”، واتخاذ قرار حاسم هذه المرة بخصوص ملف الصحراء، وعدم الاكتفاء بالتعبير عن القلق، مبرزا أنه ينبغي أن يفطن إلى كون تمادي الجبهة الانفصالية في تحركاتها، يهدد السلم والأمن بالمنطقة.