دخل برنامج التنمية السوسيو – اقتصادية لإقليم جرادة، والذي يعد ثمرة تشاور موسع بين مجموع الجهات المعنية، مرحلة التنفيذ.
ويتوخى هذا البرنامج التنموي، الذي أعد في سياق التفاعل الإيجابي للسلطات العمومية والقطاعات الحكومية مع تطلعات الساكنة، إنجاز العديد من المشاريع السوسيو – اقتصادية على المدى القصير والمتوسط، تهم العديد من القطاعات الحيوية، من قبيل المعادن والفلاحة والبيئة والتكوين ودعم حاملي المشاريع وتعزيز البنيات التحتية ذات الصبغة الاجتماعية.
إحداث فرص للشغل
جرى إحداث شباك بمقر عمالة الإقليم منذ 9 فبراير الجاري يتوخى تشجيع المبادرات الرامية لإنجاز مشاريع بالنسبة لحاملي الشهادات وعمال “الساندريات” والنساء.
وإلى حدود الأيام الأخيرة، تلقى الشباك ما يناهز 1600 فكرة مشروع من أجل إحداث تعاونيات أو شركات أو الاندماج في إطار البرامج القطاعية، من قبيل الفلاحة.
وتتمثل مصادر التمويل في صندوق للدعم من أجل مساعدة حاملي المشاريع، ومجلس الجهة بالنسبة لمشاريع الاقتصاد التضامني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وقد بدأت عملية إحداث 16 تعاونية لفائدة 200 مستفيد، في مجالات الصناعة التقليدية (10 تعاونيات) وتثمين الأعشاب العطرية والطبية (1) والفلاحة (5).
تدابير هامة
من جانب آخر، جرى اتخاذ تدابير تروم النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمستغلي آبار الفحم بطريقة عشوائية (الساندريات)، لا سيما من خلال تنظيم العمال الراغبين في مزاولة هذا النشاط في إطار شركات وتعاونيات، مع ضمان تسويق الفحم للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في إطار اتفاقية تهدف إلى ضمان بيع الفحم بثمن السوق.
ومن شأن هيكلة هذا النشاط أن تمكن العمال من التغطية الصحية والضمان الاجتماعي والتأمين، والعمل مع احترام شروط السلامة في إطار قانوني.
ولتحقيق هذه الغاية، تم إرساء شباك بمقر عمالة إقليم جرادة لإحداث التعاونيات والشركات منذ 5 فبراير الجاري. ويجري إحداث 6 تعاونيات و7 شركات، فيما بلغ عدد المستفيدين 60 مستفيدا. على أن اللائحة لا تزال مفتوحة.
وعلاوة على ذلك، همت التدابير المتخذة توفير 2000 منصب شغل آنيا، تشمل على الخصوص الاشتغال في عمل موسمي بالجنوب الإسباني، والعمل في الأسواق الممتازة بدول الخليج، وإدماج شباب الإقليم في الأقطاب الصناعية الوطنية.
تطوير القطاع الفلاحي
وعلى المنوال ذاته، تتم تعبئة حوالي 3000 هكتار من أجل إنجاز تجهيزات السقي ومشاريع فلاحية. ويهدف هذا المشروع إلى توفير أزيد من 2000 منصب شغل عبر خلق شركات لتوزيع المواد الأولية وشركات للأشغال الفلاحية وأخرى للنقل.
وفي هذا الصدد، تمت تعبئة 50 هكتارا لفائدة شركة (كوزيمار) لتجربة إنتاج الشمندر ابتداء من شهر مارس المقبل.
القطاع الصناعي
وفي المجال الصناعي، شملت التدابير المتخذة خلق مناطق للأنشطة الاقتصادية ودراسة مشروع تثمين وتحويل الحلفاء.
وقد انطلقت أشغال توسعة المنطقة الاقتصادية لاحتضان بعض الوحدات الإنتاجية التي ستوفر حوالي 1500 منصب شغل. ومن المقرر أن تنتهي الأشغال في شهر غشت المقبل.
دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
يهم تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكافة جماعات إقليم جرادة، الأنشطة المدرة للدخل (تربية وتسمين المواشي) وإنتاج الشعير الأخضر، فضلا عن تهيئة وتجهيز قاعتين للرياضة متعددتي الاختصاصات (عين بني مطهر وتويسيت) ومشروع بناء مسبح مغطى مسخن (جرادة) وبناء وتجهيز دورين للشباب متعددي الاختصاصات (جرادة وسيدي بوبكر) وإحداث فضاء للترفيه (جرادة) وبناء وتجهيز مكتبة لدعم القراءة (جرادة) وإنشاء 5 ملاعب للقرب (جرادة) وتهيئة وتجهيز 26 قسما للتعليم الأولي (جرادة وتويسيت وعين بني مطهر وولاد غزيل ورأس عصفور).
تدابير بيئية
وفي سياق الجهود الرامية إلى المحافظة على المتطلبات البيئية، جرى إطلاق تدابير تتوخى إيجاد حل لمشكل نفايات الاستغلالات المنجمية، سواء بإعادة استعمالها إذا ثبت جدوى استعمالها أو طمرها وتشجير أماكن طمرها.
إلى ذلك، همت التدابير المتخذة تعميم التطهير السائل على المراكز الحضرية للإقليم (عين بني مطهر وتويسيت)، وتوسيع تطهير السائل الثلاثي بجرادة، مع إحداث محطتين للمعالجة في عين بني مطهر وتويسيت، وإنجاز مراكز للطمر والتثمين بلعوينات (2019 – 2023).
القطاع الصحي
وبغية النهوض بالقطاع الصحي في الإقليم، تم اتخاذ تدابير تتعلق أساسا بدعم وتقوية العرض الصحي بالمركز الاستشفائي الإقليمي بجرادة من خلال تعيين ثلاثة أطباء متخصصين في أمراض القلب والشرايين والعظام والمفاصل والأمراض التنفسية (ابتداء من شهر مارس المقبل)، وتنظيم قوافل طبية بصفة منتظمة، فضلا عن توفير سيارتي إسعاف من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء لفائدة الساكنة ووضعهما رهن إشارة المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة (يونيو المقبل).