عبر الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، في رسالة وجهها إلى الدورة العادية الـ30 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي تجري أشغالها بمقر المنظمة القارية بأديس أبابا، عن سعادته أن المغرب قد ساهم، منذ عودته ضمن أسرته المؤسساتية الإفريقية، في “المبادرات والمشاريع التي أُطلقت برعاية منظمتنا، وفي الاجتماعات التي عُقدت في إطارها”، مؤكدا أن المملكة ستواصل “الدفاع عن القضايا الإفريقية النبيلة، ولن تدخر جهداً في سبيل تعزيز السلم والاستقرار والتنمية في إفريقيا”.
وأشاد الملك في رسالته، التي تلاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بالالتزام الإفريقي للرئيس ألفا كوندي، و”بجهوده الدؤوبة على رأس منظمتنا. فقد نجح بفضل رؤيته المتبصرة، وقناعاته الراسخة، في منح إشعاع كبير للعمل الإفريقي الجماعي”، مضيفا أن”إفريقيا ستُسمع صوتها على الصعيد الدولي خلال ولايته”، وأنه “سيلقى كل الدعم من المملكة المغربية”
وذكر بأنه خلال القمة الثامنة والعشرين، تم اختيار ملك المغرب “رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة. وهو تشريف لي، وعربون تقدير من لدن إخواني وأخواتي القادة”.
وأعلن الملك من خلال هذه الرسالة قائلا: “يطيب لي أن أقدم لكم وثيقة هي بمثابة الأجندة الإفريقية حول الهجرة، والتي تم إعدادها وفق مقاربة شمولية وتشاركية، فهي ثمرة للتشاور الدائم مع العديد من رؤساء الدول خلال المحادثات والاتصالات المختلفة التي تمت بيننا”.
وأوضح أن “الأجندة الإفريقية حول الهجرة “ تنطلق من ضرورة الإلمام بظاهرة الهجرة في مختلف أبعادها، من أجل فهمها بشكل أفضل، مؤكدا أنه “آن الأوان لتصحيح المغالطات المرتبطة بقضايا الهجرة”.
وتابعت الرسالة الملكية بأن الهجرة، إذا تم وضعها في نطاق أبعادها الحقيقية، بعيدا من المغالطات التي شوهت صورتها بشكل مشين، “تظل تحدياً عالمياً وحاسماً بالنسبة لقارتنا. فهي تستحق مقاربة جديدة تتمحور حول إفريقيا، وتجمع بين الواقعية والتسامح، وتغليب العقل على المخاوف”.
وذكر الملك محمد السادس بأن المغرب سيستضيف أشغال المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة، وكذا المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، في شهر دجنبر 2018، ليؤكد التزامه بجعل هذه اللقاءات متعددة الأطراف، منبراً لخدمة قضايا القارة الإفريقية.
وخلصت الرسالة إلى أنه قد “صار لزاماً على قارتنا، وأكثر من أي وقت مضى، أن تنكب على معالجة مسألة الهجرة بروح التضامن التام. وستكون حكمتُنا والتزامنا الجماعي هما وسيلتنا الأساسية لتنفيذ الأجندة الإفريقية حول الهجرة. فالاتحاد هو مفتاح النجاح، والتعاون الإفريقي هو سبيلُه الحقيقي”.