قال محمد زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، بجامعة الحسن الثاني، إن القادة الجزائريين فقدوا البوصلة تماما، وهم يصعدون من خرجاتهم الإعلامية ضد المغرب بتصريحات رعناء ممنهجة تنم عن حسد من النجاحات التي حققها المغرب على مستوى القارة الإفريقية أخيرا.
وأضاف زين الدين، في حديث خص به “مشاهد 24″، أن كلما كانت أزمة داخلية للجزائر إلا وينطلق قادتها في محاولة تصديرها عن طريق افتعال ادعاءات واتهامات من خلال تصريحات غير مسؤولة وغير منطقية.
وأكد الأستاذ الجامعي أن تصعيد النظام الجزائري ضد المغرب لا مبرر له غير فشله مرة أخرى في تدبير ملف الصحراء المغربية، خاصة حين نجح المغرب، اليوم، في اختراق أبرز القلاع التي كانت تحتسب مناصرة للبوليساريو، ومن تم للجزائر…
كما يريد النظام الجزائري، عبر هذا الهجوم اللاأخلاقي وغير المنطقي تصدير أزمة داخلية خانقة فشل في تدبيرها، سواء على مستوى إدارة الحكم، أو على مستوى التجاوب مع الرأي العام الجزائري، أو حتى على مستوى تراجعه المهول في المجال الدبلوماسي.
واعتبر زين الدين أن المغرب ظل يتميز بحس عال من المسؤولية وهو يواجه خرجات الجزائر في أكثر من مناسبة، مثمنا لجوء مؤسسات الدولة إلى القانون للفصل في هذه الاتهامات والتي كان أفضل جواب عنها هو موقف الشركاء الاقتصاديين والسياسيين (مثل موقف الاتحاد الأوروبي)، وهم يعتبرون ما تتفوه به الجزائر، مسألة غير مقبولة تماما وتنم عن “ديبلوماسية صبيانية” تفتقد إلى الاحترام لمبادئ العلاقات الدولية من جهة، وإلى احترام مبدأ حسن الجوار مع بلد لم يسبق لمسؤوليه أن أبدوا أي تصريحات غير مسؤولة ضد القادة الجزائريين، رغم الاختلاف معهم حول قضية الصحراء المغربية، “بل كان المغرب دائما يتحلى بالاحترام ورجاحة العقل، واستحضار القواسم المشتركة التي تجمعنا مع الإخوة الجزائريين، لأنه يمكن القفز على كل شيء، ما عدا على حركية التاريخ وعلى الثابت الجغرافي الذي يجعل منا جارين”.
وقال زين الدين إن محاولات الجزائر اليائسة للتشويش على مكانة المغرب في المجتمع الدولي وعلى الثقة التي يحظى بها داخل المجتمع الدولي ولدى الأمم المتحدة، في إطار تعامل هذه الأخيرة مع ملف الصحراء المغربية، لم تعط أي نتيجة سياسية ما يجعل الجزائر تلجأ إلى هذه الفرقعة الإعلامية، “على اعتبار أن ما يتحقق اليوم ينبثق عن سياسة واقعية، تخضع لتغير منطق العرض والطلب السياسي الدولي، وهو منطق يركز على أساس “رابح رابح”، وعلى أساس تعاون نفعي بين الدول، وليس بمنطق التحكم والاستفراد بالقرار، أو على مستوى منطق الوصاية التي يمارسه الجزائر على بعض الدول الإفريقية التي أصبح عددها قليل جدا، بحكم انتفاضة هذه الدول لهذا التوجه، “وهذا ما يجعل قادة الجزائر يفقدون أعصابهم، ويخرجون بتصريحات يائسة نددت بها الكثير من مواقف القوى السياسية التي تتعامل مع المغرب، وحتى بعض الدول الإفريقية التي كانت محسوبة في صف الجزائر (جنوب إفريقيا مثلا).
واعتبر المحلل السياسي أن أفضل رد للمغرب على هذه التصريحات هو العمل بصمت والتحرك بكيفية عملية، كما قام بذلك حتى الآن، ومواصلة الاعتماد على التعاون البيني، الذي نادى به منذ 1999، وظل يوجه رسائل لكافة الدول من أجل التعاون المشترك البناء.
مؤكدا أنه “طالما أن هناك جيل الحرب الباردة يهيمن على مراكز القرار السياسي في الجزائر، فلن تتغير سياسة هذا البلد اتجاه المغرب، إذ علينا انتظار جيل جديد من القادة كذلك الذي أصبحت بعض الدول الإفريقية تتوفر عليه ليكون له تصور آخر للاندماج والتعاون”.