أعلن المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة عن استمرار إلياس العماري في منصب الأمين العام، إلى حين تحديد تاريخ عقد دورة استثنائية للمجلس، من أجل إعادة النظر في القوانين وفي تركيبة المكتب السياسي للحزب.
وقالت مصادر من المجلس إن هذا القرار جاء استجابة لعدد من المداخلات خلال اجتماع دورته العادية 22، الذي استغرق أزيد من عشر ساعات، وهي المداخلات التي رأت في استمرار الأمين العام في منصبه من شأنه أن يساهم في إنجاح المرحلة الانتقالية للحزب، قبل الحسم في مكتب سياسي جديد، إذ لا يمكن استمرار المكتب السياسي الحالي، حسب أغلبية مداخلات الأعضاء.
وكان العماري صرح في مداخلته مع بداية النقاش أنه متشبت باستقالته، التي جاءت تفاعلا مع خطاب العرش، وبالتالي يعتبرها سياسية وليست تنظيمية.
وأعرب عدد من المتتبعين للشأن الحزبي في بلادنا عن اندهاشهم لهذا القرار، معتبرين أنه مناورة سياسية لا تليق بفاعل سياسي يفترض أنه متشبت بمبادئه كما صرح بذلك في عدة مناسبات.
وكتب الأستاذ الجامعي، ادريس الفينة، على صفحته الفايسبوكية أنه يسحب تهنئته لإلياس العماري على استقالته سابقا، معتبرا “هذا التراجع عن الاستقالة إشارة سلبية جدا، وفيها كذلك اشارة ضمنية لباقي الزعماء ليمدوا هم كذلك أرجلهم أكثر…” وأضاف “لا يجب ان نتسائل عن ضعف النمو وأشياء أخرى”.
فيما مازال لم يعرف بعد موقف القيادي عبد اللطيف وهبي من الموقف الجديد، بعد أن كان هدد بتقديم استقالته من الحزب في حالة تراجع العماري عن استقالته.
عدد من أعضاء المحلس الوطني، الذين مع بقاء الأمين العام في منصبه، اعتبروا أن حدث الاستقالة فتحت نقاشات عمومية حول مستقبل السياسة ودور الأحزاب السياسية والنخب بالمغرب، ما يجعل المغرب أمام تحول سياسي مهم بطله حزب الأصالة والمعاصرة الذي يشكل الآن رقما صعبا في المعادلة السياسية.