انتخبت القاضية السعدية بلمير، للمرة الرابعة على التوالي، ضمن أعضاء لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، بعد حصولها على 96 صوتا من بين 139، وذلك خلال جلسة جرت أمس الخميس بجنيف، في إطار الدورة 16 لاجتماع الدول الأعضاء في اتفاقية مناهضة التعذيب.
ويعتبر إعادة انتخاب الخبيرة المغربية، التي احتلت المرتبة الثانية بعد مرشحة دولة الصين اعترافا آخر بخبرتها وبمؤهلاتها وانخراطها في أشغال لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، مجسدة اختيارات المغرب والتزامه بحماية حقوق الإنسان، وانخراطه في النهوض بآليات النظام الأممي لحقوق الإنسان. وبهذا تكون السعدية بلمير أول امرأة عربية وإفريقية عضوة بلجنة مناهضة التعذيب، ستشغل منصب نائبة الرئيس لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات داخل هذا الجهاز الأممي، الذي يتكون من عشرة خبراء ذوو كفاءة عالية في مجال حقوق الإنسان.
السعدية بلمير من مواليد الرباط سنة 1944، حاصلة على دكتوراه الدولة في القانون العام، من جامعة باريس، وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس، كما تتوفر على الدبلوم الدولي لحقوق الإنسان من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بستراسبورغ..
بدأت مسارها المهني كمحامية قبل أن تلتحق بسلك القضاء سنة 1967، حيث عملت قاضية نائبة ملحقة في حال تدريب بالمجلس الأعلى، وقاضية بالمحكمة الابتدائية بالرباط، ونائبة للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ومستشارة بنفس المحكمة، ومستشارة ملحقة بالإدارة المركزية لوزارة العدل ومستشارة منذ 1995 بالمجلس الأعلى. وشاركت في صياغة تقارير أممية حول التعذيب في عدة دول مشرقية خليجية.
وتأتي إعادة انتخاب بلمير كواحدة من أبرز أعضاء اللجنة المذكورة، تأكيدا آخرا لنجاح المغرب في مجال مناهضة التعذيب، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وتتويجا لجهود جماعية من التعبئة والتوعية سواء في الرباط أو جنيف لدى مجموع الدول الأطراف من خلال تمثيلياتهم الدبلوماسية.