اتهمت وسائل الإعلام الفرنسية منطقة الريف، بشكل مباشر، بتصدير الإرهابيين والمتطرفين إلى القارة العجوز، وذلك بعد الأحداث الارهابية التي هزت مدينة برشلونة. وقال الخبير الفرنسي أنطوني بلانجي، على أثير إذاعة france inter إن منطقة الريف “معروفة بكل ما يدل على التشدد والعنف، والتمرد، والتطرف”. كما نبش الخبير في المنعرجات التي قطعها بعض المتطرفين في عملية برشلونة، إذ قال بأن الإمام عبد الباقي السطي “كان على علاقة بمهاجر من أصل ريفي”.
وزاد الخبير الفرنسي قائلا عبر الإذاعة المذكورة: “إن هناك حوالي 1600 مغربي يوجدون مع الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، وأزيد من ألف منهم مرشحون للعودة إلى المغرب، وهؤلاء يشكلون خطرًا خاصة إذا دخلوا في علاقات مع مهاجرين من الريف”.
وفي اعتقاد المتحدث، فإن منطقة الريف متمردة دائما على الدولة، وستكون متمردة حتى على الخارج.
وفي هذا السياق علق الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث والأكاديمي المتخصص في الحركات الإسلامية، على هذه الخرجة الإعلامية، “غير الموزونة”، حيث قال في تصريح لـ مشاهد24، إن “عددًا كبيرًا من الباحثين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين يجهلون الظاهرة الجهادية، لأنها جديدة بالنسبة إليهم وبالنسبة لحقل العلوم الاجتماعية التي كانت تعرف فقط التطرف اليساري والعنف الحضري، ولذلك فهم يخطؤون في قراءتها، ويذهبون إلى الأمور التبسيطية لأنهم يعرفون أنهم يتحدثون مع الإعلام الذي يتابعه الناس العاديون وليس المتخصصون”.
وتابع الكنبوري في تصريحه، “دراسة الظاهرة الجهادية أصبحت موضة اليوم في أوروبا، وتدر أرباحا كبيرة على أصحابها، ولذلك يتجه إليها الكثيرون دون اطلاع على الخلفيات الدينية والسياسية والحضارية والثقافية”.
وزاد المتحدث قائلا: “بالنسبة للهجرة، هناك من يربط بينها وبين الإرهاب ربطا ميكانيكيا، لأن الباحثين يعرفون أن هناك رأيا معارضا للمهاجرين وسط شريحة واسعة من المواطنين الأوروبيين، ويخشون من نقد سياسات الحكومات تجاه المهاجرين، لذلك يرمون المسؤولية على المهاجرين وعلى البلدان التي تصدرهم”.