قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن العلاقات بين المملكة المغربية والجارة الجزائر وصلت نفقا مسدوداً على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، بسبب الحملات الشرسة التي تشنها هذه الأخيرة على المغرب، والتي ازدادت حدتها بعد عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي. معتبرا أن إغلاق الحدود بين البلدين في أواسط التسعينات من القرن الماضي كان الشرارة التي أطلقت فتيل اندحار هذه العلاقات.
وأوضح بوريطة، في حوار خص به مجلة “جون أفريك” الفرنسية، اليوم الإثنين، أن عودة المغرب إلى الحضن الإفريقي لم تكن مشروطة بمسألة موقف بعض الدول من قضية الوحدة الترابية للمملكة، وأن مختلف الزيارات، التي قام بها الملك محمد السادس للعواصم الإفريقية، لم تطرح قضية الصحراء كشرط مسبق، بل كانت زيارات تعتمد بالأساس بحث مختلف أوجه الشراكة والتعاون الثنائي بين المغرب وهذه الدول، ما جعلها رحلة موفقة أثنى عليها أكثر من بلد إفريقي، بل تمت الدعوة إلى حدوها كخطوة استطاعت بالفعل أن تحقق لإفريقيا مكانتها من خلال تأهيل مواردها وثرواتها الطبيعية.
وعبر بوريطة عن آسفه لما وصلت إليه العلاقات بين المغرب والجزائر من جمود، منذ سنوات خلت، خصوصا بعدما توقفت الزيارات الوزارية المتبادلة منذ أكثر من سبع سنوات، وهو ما أدى إلى انعدام التنسيق وجمود اجتماعات اتحاد المغرب العربي ككل.
وجدد بوريطة التأكيد على أن المغرب مستعد للتعامل مع جميع البلدان الإفريقية التي لا تبدي عداء للسيادة المغربية، موضحا أن “شرح قضية الوحدة الترابية للمملكة لن يتم من خلال إعطاء ظهرنا لبلد من البلدان”.
وتأتى تصريحات بوريطة، بعد أيام من برقية تهنئة بعث بها الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المغرب بذكرى عيد ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، والتى أكد فيها على مواصلة العمل المشترك لتقوية وتوطيد أواصر الأخوة والصداقة والاحترام المتبادل التى تجمع البلدين.
وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي تعرض رفقة الوفد المرافق له إلى الموزمبيق للمشاركة في مؤتمر اليابان للتنمية الإفريقية، إلى اعتداء من لدن وفد الموزمبيق، الذي منعه من ولوج قاعة المؤتمر في الوقت الذي سمح لعناصر من البوليساريو الدخول واحتلال مقاعد الموزمبيقيين رغم عدم قانونية هذا الحضور. ورجح المتتبعون أن يكون للجزائر المدعمة للبولليساريو بد في الأمر بتواطؤ مع سلطاتا الموزمبيق المعروفة بعدائها للوحدة الترابية للمغرب هي الأخرى.