قال المحلل الاقتصادي، الدكتور ادريس الفينة، إن هناك مسافة كبيرة بين خطاب العرش وخطاب ثورة الملك والشعب، “وهي المسافة التي تجمع بينهما تدبير شؤون الدولة”. فالأول جاء منحازا للشعب وهمومه ومظالمه، وعبر من خلاله الملك عن عدم رضاه على الأوضاع وعلى من يقف ورائها من إدارة مرتهلة وفاسدة ومسؤولين فاشلين وأحزاب في وضع حضيضي. فيما جاء الخطاب الثاني ليوم 20 غشت، ليذكر، لمن يحتاج إلى تذكير، على أن الخيار الإفريقي هو رهان استراتيجي للمملكة في إطار من التعاون والانفتاح على إفريقيا، بأهداف واضحة ونبيلة مبنية على التعاون والربح المشترك، ونقل المعرفة التي تحتاجها هذه القارة.
وقال الفينة، المتتبع للشأن السياسي المغربي، إن كل الدراسات الاستراتيجة تؤكد أن هذه القارة هي خزان نمو العالم في المستقبل، ومصدر هام للموارد الطبيعية، وهو ما يجعل المغرب البلد الإفريقي يعيد اكتشاف قارة سبق وأن أهملها، علما أن أهم الخطوط التجارية التاريخية، التي كانت تربط إفريقيا بأوروبا، كانت تمر عبر المغرب. وبالتالي، فإن خطاب الملك بمناسبة الذكرى 64 لثورة الملك والشعب جاء ليؤكد على الأهمية الاستراتيجية للعلاقة التي تربط المغرب بباقي إفريقيا “في إطار من الاحترام والاستفادة المشتركة التي قوامها تحويل المعرفة وليس المال”.
وتبقى التزامات الملك بخصوص خطاب العرش سارية، وتنتظر التنزيل الكامل على مستوى الحكومة، وباقي الفاعلين المعنيين في إطار من التدرج البناء، يقول الفينة.