من المتوقع أن يعلن حميد شباط، في وقت قريب جدا، عدم ترشحه لولاية جديدة على رأس حزب الاستقلال خلال المؤتمر الوطني المقبل، المقرر انعقاده نهاية شهر شتنبر المقبل.
وأفادت مصادر موثوقة أن شباط كان ينوي تقديم استقالته قبل أسابيع، على غرار ما أقدم عليه أمين عام “البام” إلياس العماري، لكن عددا من قياديي الحزب والتنظيمات التابعة له طلبوا منه التريث إلى حين انعقاد المؤتمر لينسحب.
وخلال اجتماع ضم أطر وقيادات الحزب في بيت حميد شباط، قبل يومين، ما عدا خصوم الأمين العام، واستغرق حوالي أربع ساعات، حسب مصادر حزبية، ناقش الحاضرون حيثيات التحضير للمؤتمر المقبل، والعمل على إنجاحه وتفادي ما يمكن أن يزيد من تمزيقه، ومنها استمرار الأمين العام في منصبه إلى غاية انعقاد المؤتمر السابع عشر، حتى لا يتسبب الأمر في المزيد من تشتت اللجنة التنفيذية، على أن يعلن عدم الترشح لولاية أخرى، خلال هذه الأيام.
وقال مصدر مقرب من شباط إن هذا الأخير مستاء كثيرا من الطريقة التي تعامل بها رفاقه مع الأزمة التي يمر بها الحزب، ومع ما تعرض له من هجومات وانتقادات كبيرة مست شخصه بالأساس، قبل أن تمس الحزب ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي كان يرأسها قبل أن تتعرض هي الأخرى لأزمة وصراع ما زالت خيوطه لم تفك بعد.
إلا أن المتتبعون للشأن الحزبي يرون أن شباط يدرك صعوبة انتزاع ولاية ثانية وأن فشله سيكون مكلفاـ في حين أن انسحابه سينقذ ما تبقى من ماء الوجه، ويظهر إرادته الحسنة في الانتصار لوحدة الحزب وإرثه التاريخي.
ويبقى القيادي الاستقلالي نزار بركة هو أكبر المرشحين الذي قد يخلف شباط على رأس الحزب، بالنظر إلى التوافق حول شخصه. والمؤتمر المقبل سيكون محطة اختبار نحو فسح الطريق أمام جيل جديد من الاستقلاليين تطور آليات الاشتغال لتصحيح مسار الحزب.