قررت المملكة المغربية أمس الاثنين، إرسال طائرات محملة بمواد غذائية متنوعة إلى دولة قطر. قرار يأتي بعد أقل من 24 ساعة من إعلان المغرب استعداده للوساطة لحل الأزمة الخليجية التي نشبت إثر قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر، على خلفية اتهامها بـ”تمويل الإرهاب في المنطقة”.
ويرى الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث والمحلل السياسي، في تصريح لـ مشاهد24، أن مبادرة المغرب بإرسال مواد غذائية إلى دولة قطر “تدخل في نطاق البعد الإنساني، فالمغرب أعلن أن هذه المبادرة لا علاقة لها بالجوانب السياسية، ما يعني أنه يقدم نوعا من الدعم الإنساني والمعنوي لدولة توجد في حالة حصار اليوم بعد الخلاف مع ثلاثة بلدان خليجية”.
وأضاف الكنبوري، أن هذه المبادرة “تندرج ضمن العلاقات الجيدة بين البلدين، فقطر شريك أساسي للمغرب، جنبا إلى جنب مع البلدان الخليجية الأخرى، والرباط تريد أن تمسك العصا من الوسط بحيث لا تضحي برصيد العلاقات المغربية ـ الخليجية القوية والروابط التقليدية”.
واعتبر الباحث، أن المغرب “فهم منذ البداية أن الأزمة هي أزمة تخص بلدان الخليج، ولا علاقة لها بأطراف أخرى، رغم انضمام مصر إلى الدول المناوئة لقطر”، ومن هذا المنطلق يستطرد المتحدث، “أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها يوم الأحد الماضي، أن الملك محمد السادس يقوم بمساع حميدة لرأب الصدع بين الإخوة والأشقاء، وهو التعبير الذي دأبت الدبلوماسية المغربية على التعبير به عن العلاقات الجيدة التي تربط المغرب بدول الخليج”.
وشدد الكنبوري، أن الأزمة مهما كانت حدتها اليوم “فهي خلافات داخل العائلة الخليجية الواحدة، ويوما ما ستنتهي لأن بلدان الخليج لديها من القواسم المشتركة الشيء الكثير، كما أن الخلافات الأخيرة ليست جديدة، ولذلك لا يريد المغرب المغامرة باتخاذ قرار قد يندم عليه لاحقا”.