الرئيسية / سياسة / دعاة انفصال كاتالونيا يحددون موعد وسؤال الاستفتاء والحكومة ستمنعه بكل الوسائل
كاتالونيا

دعاة انفصال كاتالونيا يحددون موعد وسؤال الاستفتاء والحكومة ستمنعه بكل الوسائل

أعلن رئيس حكومة اقليم “كاتالونيا” صباح اليوم الجمعة، ومن جانب واحد، موعد إجراء استفتاء تقرير المصير الذي حدد له مطلع أكتوبر المقبل؛ ما يفتح الطريق أمام انفصال أهم الأقاليم الإسبانية عن الدولة المركزية وإقامة نظام جمهوري فوق أرضه.

وتضمن الإعلان الذي تلي بقصر الحكومة في حفل رسمي، حضرته الأحزاب المشكلة للتحالف الانفصالي وغابت عنه أحزاب المعارضة، قراءة نص السؤال الذي سيجيب عنه سكان الإقليم من لهم حق التصويت. وسيصاغ السؤال، حسب الإعلان، بثلاث لغات هي: الكاتالانية، الإسبانية وثالثة  تدعى “الأرانيس” ونصه كما يلي”هل تريد أن تصبح كاتالونيا دولة مستقلة في صورة جمهورية ؟”

والتزم رئيس الجهاز التنفيذي المحلي”كارل بوغديمون” بالتقيد بنتائج الاستفتاء، علما أن تحالفه الذي يهيمن على الحكومة المستقلة، لم يحصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة على الأغلبية المطلقة بل وقف عد حدود 47.8 في المائة من الأصوات المعبر عنها.

وكال الرئيس، الاتهامات للحكومة الوطنية التي يقودها الحزب الشعبي المحافظ ، وحملها مسؤولية فشل المفاوضات السابقة، وعددها 18 محاولة، توخت كما قال الوصول إلى حل توافقي يعني من وجهة نظر الانفصاليين، خيارا واحدا هو فك الارتباط بالتاج الإسباني.

ومن جهتها جددت الحكومة المركزية معارضتها المطلقة للتوجه الانفصالي، مؤكدة أن الاستفتاء لن يتم وأنها ستلجأ إلى كل المساطر الدستورية والقانونية، لإفشاله وضمنها عرض النازلة على المحكمة الدستورية التي ستحكم قطعا بإبطال قرار الحكومة المحلية على اعتبار أن الدستور صريح في هذه القضية، لا يقبل بأي حال من الأحوال إعلانا انفراديا من النوع الذي يهدد وحدة الدولة الإسبانية.

وسجل محللون تابعوا الإعلان صباح اليوم الجمعة والذي يصادف انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن الخطوة الاستقلالية هي عرض أخير من طرف دعاته، فهم يعرفون أن محاولتهم محكوم عليها بالفشل على اعتبار أنها لا تحظى بتأييد شعبيمطلق حتى في الإقليم ذاته، فضلا عن كونها تعرض البلاد لأخطار جسيمة، اقلها استعمال القوة لفرض القانون من طرف السلطات المركزية.

وفي هذا السياق، لا يعني إعلان صباح الجمعة من الناحية القانونية أنه سينفذ بقدر ما هو إلقاء للورقة الأخيرة في الساحة السياسية قد تفضي إلى اتفاق ما يسهم في تهدئة الأوضاع ريثما يتبلور حل بديل متوافق عليه. وتتوفر الحكومة الوطنية على صلاحيات منع الاستفتاء وعرقلة أجرائه خاصة وانه يتطلب تعبئة حوالي أربعة ألاف موظف  محلي يصعب على السلطات الإقليمية  تعبئتهم في حال صدور أمر قضائي بمنعهم من الامتثال للسلطة المحلية.

يشار في هذا الصدد إلى أن الحساسيات اليسارية على الصعيدين المحلي والوطني التي  طالما عول عليها الانفصاليون، أقامت في المدة الأخيرة، مسافة نسبية بينها وبينهم؛ وعلى سبيل المثال فقد سحبت عمدة مدينة برشلونة “أدا كولاو” تأييدها السابق للمساعي الاستقلالية حسب المخطط الذي شرعت في تطبيقه حكومةالإقليم.

وترى العمدة “كولاو” وتيارها الحزبي، ان نجاح الاستفتاء مرهون بتأييد دولي مسبق وكذا من غالبية الأحزاب السياسية؛ والأهم من ذلك ضمان تنفيذه.

وكان “بودغيمون” ومن قبله “أرتور ماص” وحلفائهما  ماضيا  وحاضرا، حاولوا  بكل ما أوتوا من  حركية ونشاط، إيجاد سند خارجي لمسعاهم الانفصالي، غير أنهم وجدوا، رغم الأموال المهدرة،  كافة الأبواب موصدة في أوجههم  وبالخصوص على صعيد القارة الأوروبية وفي الولايات المتحدة؛كما تلقوا أخيرا صدمة من المجلس ألأوروبي  الذي أجاب سلبا على مطلبهم من خلال رأي استشاري  عبر عنه  أعضاؤه بناء على طلب من حكومة “كاتالونيا” فقد  اتفق الأعضاء على  إن تنظيم استفتاء من النوع الذي يسعون عليه يفترض أن  لا يتعارض مع الدستور الإسباني نصا وروحا.

إلى ذلك  يعتقد متعاطفون مع  جزء كبير من تطلعات سكان “كاتالونيا” أن الأحزاب الانفصالية أساءت تدبير الملف واختارت توقيتا سيئا لإعلان  مقاصدها السياسية غير آخذة بعين  الاعتبار، الأجواء المتوترة التي تسود  الكثير من دول العالم في الظرف الراهن حيث  الحكومات الأوروبية مشغلة بمشاكلها الداخلية  ومحاربة الإرهاب، تؤمن أحزابها ونخبها السياسية  أن إضعاف الكيانات الوطنية القائمة، سيصب في صالح الأحزاب الشعبوية الكارهة  للدولة والنظام والاستقرار؛ إضافة إلى أن الوضع الداخلي في إسبانيا نفسها غير مستقر: فالبلاد تسيرها  حكومة أقلية واحتمال  إجراء انتخابات سابقة لأوانها، قائم في الأفق.

يذكر أن الأحزاب الانفصالية في الإقليم الإسباني وبعد أن فشلت في الحصول على تأييد سياسي خارجي ووطني ، لجأت إلى نجوم كرة القدم حيث وقع اختيارها على المدرب السابق لفريق برشلونة الأسطوري “غوارديولا ” ليقرأ إعلان إجراء الاستفتاء في حفل سيقام في وقت لاحق.