الرئيسية / سياسة / زعيم “بوديموس” يلعب فوق خشبة مسرح السياسة في إسبانيا بملتمس رقابة ضد الحكومة
بوديموس

زعيم “بوديموس” يلعب فوق خشبة مسرح السياسة في إسبانيا بملتمس رقابة ضد الحكومة

يستعد حزب”بوديموس” المعارض لتقديم عرض مسرحي سياسي ساخن في إسبانيا، خلال فصل الصيف، يتولى دور البطولة الرئيسية فيه “بابلو إيغليسياس” أمين عام الحركة المصنفة يسارية والذي يطمح من وراء تقديم ملتمس رقابة ضد حكومة ماريانوراخوي، لخلافة هذا الأخير في قصر “لامنكلوا”.

وأوفد، ايغليسياس، خليلته، إيرين مونتيرو، إلى مجلس النواب، صباح اليوم الجمعة رفقة خمسة برمانيين آخرين  للقيام بإجراءات إيداع  ملتمس حجب الثقة عن حكومة الحزب الشعبي لدى  سكرتارية مجلس النواب. ولم يضمن “بوديموس” تأييدا مسبقا ولا قام بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى التي يفترض أن تصوت معه مثل الحزب الاشتراكي العمالي وثيودادانوس وكذا الحزب الوطني الباسكي. فحزب أيغليسياس وحليفه “ليسار الموحد” لا يتوفران إلا على 71 نائبا، وهو عدد  غير كاف لقبول الملتمس وإجراء نقاش برلماني بخصوصه؛ ما جعل الأحزاب المذكورة توجه الاتهام إلى زعيم،بوديموس،كونه  يشتهي منفردا،لعب أدوار سياسية مثيرة بغاية لفت الأنظار إليه  وإلى حركته التي لم تستفد  رغم ضجيجها من سلسلة فضائح الفساد المالي التي تورط فيها  مسؤولون كبار في الحزب الشعبي الحاكم؛ ذلك أن  استطلاعات الرأي الأخيرة تمنح “الشعبي ” حوالي 32 في المائة من الكتلة الناخبة، سيصوتون  لصالحه في حالة ما إذا أجريت انتخابات تشريعية قبل أوانها في غضون الأشهر المقبلة، بالنظر إلى المؤشرات  الاقتصادية الإيجابية التي تحققت في عهد الحكومة الحالية.

واستغرب الملاحظون إصرار، بوديموس، على تقديم ملتمس الرقابة قبيل انتخاب أمين عام جديد للحزب الاشتراكي، حينما يحسم المقترعون يوم الأحد المقبل، بين منافسين ثلاثة على زعامة الحزب؛ أكثرهم حظوظا، طبقا لأغلب االتوقعات  السيدة سوسانا دياث، رئيسة حكومة الأندلس المستقلة، يليها، بيدرو سانشيث، الأمين العام المقال في أكتوبر الماضي على خلفية فشله في تدبير الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات التشريعية المعادة في يونيو 2016 بينما يحتل “باتسي لوبيث” المرتبة الثالثة.

ويعول سانشيث، على مناضلي القاعدة وخاصة فئة الشباب المتعاطف مع التوجهات اليسارية، لكنه إن فاز ستكون سابقة في تاريخ الحزب، على اعتبار أن من يقال أو تنتهي ولايته، لا يكرر محاولة العودة إلى شارع “فيراث” مقر الحزب في مدريد؛ على الرغم من أن المرشح طمأن الاشتراكيين أنه لن يكون سببا في خراب حزبهم بل سيتعاون مع التيارات والحساسيات المعارضة لخطه.

ومن جانبها تعتمد سواسنا دياث، على شعبيتها الكبيرة ،سواء في إقليم الأندلس حيث اكبر الفيدراليات الاشتراكية ، عدا أنها  تحظى بثقة وتأييد “بارونات” الحزب وزعمائه التاريخيينالمؤثرين: فيليبي غونثالث، الفريدو روبالكابا وخوصي لويس ثباطيرو، وآخرين  إضافة إلى أنها   تتبنى خطا فكريا معتدلا يوفق بين الأسس المرجعية للحزب والانفتاح على الحاضر والمستقبل بما يحملانه من تحولات عميقة في المجتمع.

أما باتسيلوبيث، وهو رئيس سابق لمجلس النواب والمؤسسة التشريعية في إقليم الباسك، فإنه ينهج الاعتدال والتوافق والبراغماتية، وليس له مشكل في التعاون مع التيارات الأخرى الحاضرة في التنظيم، علما أن حظوظه في الفوز ضعيفة، فقد حذر طوال أيام الحملة، من مصيرسيئ يتهدد الحزب الاشتراكي يشابه ما وقع لنظرائه في فرنسا واليونان وإنجلترا. ففي  البلدان الثلاثة حكم الاشتراكيون لفترات  بأغلبية مريحة لكنهم انهاروا أو هم في الطريق إلى الاندثار. وليس رفاقهم الإسبان محصنين من احتمال مماثل حسب تصريح “لوبيث” نفسه.

إلى ذلك يفترض أن يتم التصويت على حكومة، راخوي، في غضون الأسبوع الثاني من يونيو المقبل (12/15). ولم يقترح متزعم الملتمس مرشحا بديلا  لرئاسة الحكوم ة سوى  نفسه، ما يؤكد اتهامات مخالفيه بأنه يسعى إلى عرض الذات،إن لم يكن يسعى  من وراء مبادرته خلط الأوراق في انتخابات الاشتراكيين والتأثير على عملية اختيار اسم أمينهم العام الجديد، علما أن المرشحين الثلاثة لا يساندون خطوة “إيغليسياس” أو على الأقل يتحفظون على طريقة وأسلوب وتوقيت تقديمها.

ولا يشك المحللون في أن الزعيم الشعبوي، ينظر إلى الحزب الاشتراكي كفريسة سهلة ومشهية، يتصور أنه سيتربع على أريكية الحكم  في قصر “لامنكلوا” على أنقاضهم ، دون أن يتعظ أو يبالي  بنتائج اليسار الشعبوي في اليونان وفرنسا وفي بريطانيا.