الرئيسية / سياسة / “خوان كارلوس” اقترح إعادة مليلية إلى المغرب ونظام حماية دولي لسبتة على غرار طنجة
خوان كارلوس الأول
المساهمون في تأليف الكتاب‎

“خوان كارلوس” اقترح إعادة مليلية إلى المغرب ونظام حماية دولي لسبتة على غرار طنجة

تضمن مؤلف جماعي بإشراف “شارل بويل“ الباحث والأكاديمي المختص في الشؤون الإسبانية وعلاقاتها الخارجية، والعضو السابق في معهد “إلكانو” للدراسات الاستراتيجية؛كشفا مفاده أن العاهل الإسباني المتنازل عن العرش “خوان كارلوس الأول” كان على استعداد عام 1979 لتسليم مدينة مليلية المحتلة إلى المغرب، بالنظر إلى أن ملفها سهل من وجهة نظره،على اعتبار أن عشرة ألف إسباني فقط يستوطنوها، بينما يصعب الأمر بالنسبة إلى نظيرتها “سبتة” التي يقيم بها حوالي 60 ألف مستوطن في تلك الفترة.

ووردت المعلومات في كتاب بعنان “ملك الديموقراطية ”  جرى تقديمه في مدريد يوم الخميس  الماضي، ألف لتقييم إنجازات الملك السابق وتثمين الجهود التي بذلها من اجل عودة  وإقرار الديمقراطيةفي  بلاده  وقيادة  مسلسل الانتقال السلمي  الذي انتهى بتبني نظام الملكية البرلمانية والاستفتاء على أول دستور  في العام 1978.

وذكرت المصادر الصحافية الإسبانية أن الملك الإسباني أسر بتلك النية إلى السيناتور الأميركي “إدموند موسكي” مبعوث الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي استقبله ملك إسبانيا في القصر الملكي “لا ثرثويلا” يوم 30ابريل عام 1979 حيث دام الاستقبال الملكي الذي حضره سفير واشنطن بالعاصمة مدريد مدة أربعين دقيقة.

ووردت المعلومة التي ظلت سرية إلى أن تم  رفع السرية عام 2014 عن مراسلات السفارة الأميركية في مدريد مع   وزارة الخارجية في واشنطن .

وتشير ذات الوثائق إلى إن العاهل الإسباني كان شاعرا حينذاك بصعوبة قراره وبرد الفعل الذي سيخلفه في الصفوف المحافظة بالقوات المسلحة في بلاده، لكنه كان واثقا في ذات الوقت أنه قادر على التحكم في الوضع المترتب عن احتمال إعادة مليلية إلى المغرب.

وما يلفت النظر في موقف ملك إسبانيا أنه اقترح لمدينة  سبتة السليبة وضعا  انتقاليا، يشبه  في بعض جوانبه ذلك الذي خضعت له  مدينة طنجة  التي عاشت في ظل نظام حماية دولية  منذ عام 1923 إلى غاية استقلال المغرب عام 1956 .

يذكر في هذا الصدد وكمفارقة بعدية أن خوان كارلوس، أقدم على ما لم يجرؤ عليه من سبقه في السلطة وخاصة الجنرال فرانكو، فقام في العام 2008 بزيارة غير مسبوقة في يوم واحد إلى المدينتين المحتلتين رفقة قرينته الملكة صوفيا، حيث نظمت لهما الإدارة الاستعمارية استقبالا “شعبيا” خرج المغاربة المقيمون هناك إلى الشارع لتحية الزائر.

وفسرت زيارة ملك إسبانيا إلى الثغرين المغربيين المحتلين ولمدة ساعات فقط، على أنها محاولة من الملك لاستعادة شعبيته التي بدأت تتراجع في تلك الفترة، كما قيل إن الحكومة الاشتراكية بزعامة لويس ثباطيرو، هي التي أوحت لخوان كارلوس، بالتوجه إلى سبتة ومليلية، فضلا عن ذلك كانت الزيارة استجابة لرغبة المستوطنين الإسبان بالمدينتين.

ويسجل المغرب بإيجابية حتى الآن أن العاهل الإسباني الجديد فيلبي السادس، لم يزر المدينتين اللتين تتمتعان بنظام حكومة مستقلة على غرار الجهات الإسبانية التي زارها الملك فيلبي كلها منذ توليه العرش خلفا لوالده.

إلى ذلك لا تشير الوثائق الأميركية إلى الأسباب التي جعلت ملك إسبانيا يعرض بأريحية على المبعوث الأميركي مقترحه المثير، ليبلغه بالتأكيد إلى الملك الراحل الحسن الثاني. هل تصرف الأمريكان من وحي إرادتهم أم أنهم نقلوا رغبة ملك المغرب.