الرئيسية / سلايد شو / ممدوح شحاتة: “إفريقيا بين الاستثمارات المغربية والأوهام الجزائرية” مرجع يوثق لنجاح تجربة استثنائية

ممدوح شحاتة: “إفريقيا بين الاستثمارات المغربية والأوهام الجزائرية” مرجع يوثق لنجاح تجربة استثنائية

 

صدر للكاتب والإعلامي المصري ممدوح شحاتة كتاب قيم بعنوان “إفريقيا بين الاستثمارات المغربية والأوهام الجزائرية”، قدم فيه مجهودات المملكة في خلق تنمية مستديمة في القارة، وطموحاتها في أن تستغل ثروات إفريقيا من قبل شعوبها، وطرح فيه المناورات السياسية للجارة الجزائر ضد المغرب في دفاعه عن قضيته الوطنية المشروعة.

الكتاب كان موضوع تقديم ونقاش في الورشة الثانية التي نظمها المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، حول “المغرب وسؤال الاقتصاد في إفريقيا”. وعلى هامش هذا اللقاء، كان لـ “مشاهد24” هذا الحوار مع مؤلف الكتاب للحديث عن مضمونه وظروف والهدف من إصداره:

 

  • هل بإمكانكم تقديم فكرة عن مضمون الكتاب، والجديد الذي يحمله للقراء، أو للمهتمين بالشأن الإفريقي، والظروف التي أملت كتابته؟

– الكتاب هو محاولة بسيطة، ومجهود متواضع مني لإبراز دور المملكة المغربية وجهودها في فتح مجالات تعاون مختلفة مع دول القارة الإفريقية. وأردته مرجعا بأسلوب مبسط يقرب القارئ، المهتم كما الطالب، من نموذج أتمنى أن تحدوه كل الدول التواقة إلى خلق علاقات إقليمية جديدة تنبني على الازدهار والتنمية.

كلنا نعرف أن إفريقيا قارة تحتوي على الكثير من الخيرات والثروات الطبيعية، بل تعتبر من أغلى القارات في العالم، وبالتالي، فتوجه المملكة المغربية نحوها هو توجه محمود لا يمكن إلا تثمينه ومتابعة كل ما يمكن أن يسفر عنه هذا التوجه من مبادرات تنموية ومشاريع تزيد من استثمار خيرات القارة لشعوب الثارة نفسها.

هذا العمل يوثق لكل الزيارات التي قام بها ملك المغرب لدول القارة، وأردت ان أبرز فيه كيف أن المغرب، رغم أن عودته لم تتم إلا مؤخرا للاتحاد الإفريقي إلا أنه بلد ظل ينتمي للقارة ببعد إنساني وروحي، كم أردت أن أبين أنه لم يتخل يوما عن دوره الإقليمي والإفريقي في المنطقة.

الكتاب يشير، أيضا، إلى الاستثمارات الكبرى التي قام بها المغرب في القارة،  والتبادل التجاري بين عدد من دولها، في إرادة حاسمة تتوق لتأسيس قطب اقتصادي موحد. أيضا كان لابد من إثارة الدور الريادي للمغرب في مكافحة الإرهاب حتى أصبح نموذجا يحتدى به في هذا المجال. إذن، كل هذه المجهودات لم يكن من الممكن لي، كمهتم وإعلامي، إغفالها والمرور عليها دون أن أصيغها في مرجع يوثق لها.

 

  • أنت كاتب وإعلامي من مصر. كيف جاء اهتمامك بالمغرب؟ وبقضيته العادلة؟ وكذا اهتمامك بالتصدي لخصومه؟

– تعرفين أن مصر قلب العروبة، ونحن أبناء مصر يهمنا ما يهم الدول العربية بشكل عام. نهتم لشؤونها وانشغالاتها، فلا مجال للاستغراب. اهتمامي نابع من إرادتي في نقل هذه التجربة، وهذا النموذج لباقي الدول من أجل التعاون في مجال تنمية إفريقيا، والتجربة في نظري كانت جد متميزة وناجحة وتستحق التتبع والاهتمام.

 

  • ماهو مرجعكم، أو حججكم التي استندتم عليها لكتابة هذا الكتاب؟

– أهم مراجعي في هذا الباب، هو متابعتي المستمرة لكل الجولات التي قام بها ملك المغرب للدول الإفريقية، مع التدقيق في مختلف الأنشطة وتحليل جدوى كل مشروع أو مبادرة تنموية. أيضا اطلعت على عدة كتب لها قيمتها الفكرية عن المغرب، ولها دلائلها حول مشروعية القضية الوطنية للمغرب، ثم إن الإعلاميات والتكنولوجيا الحديثة أصبحت توفر كل المعطيات المرغوب فيها، فقط ينبغي تحري الدقة في هذه المعلومات، وأنا بحكم أني كاتب صحفي مهتم بقضايا الشؤون الإفريقية، أتحرى الدقة والمعلومات الصادقة التي يوفرها محللون سياسيون أكفاء مثلا  يتكلمون مع تقديم الدليل لمدى نجاح أو فشل تجربة ما.

 

  • بصفتكم متتبع للشأن الإفريقي، كيف تقيمون عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، أمام ما يواجهه من تعنت بعض الدول الرافضة له، والتي قد تعرقل مساعيه في الانضمام إلى باقي هيآته؟

– أظن أن الاتحاد الإفريقي يعي جيدا المكسب الذي يحصل عليه من هذا الانضمام، لأن للمغرب جذره التاريخية في هذه القارة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي لا يمكنه إلا أن يكون في صالح الاتحاد. وبالتالي أعتقد أن الأعضاء الذين ما زالوا يرفضون هذا الانضمام ما عليهم إلا الرضوخ إلى الأمر الواقع، والعمل على لم الصدع بدل المزيد من التفرقة. إفريقيا اليوم أمام تحديات التكثلات الاقتصادية الموحدة عبر العالم، لا يمكن مواجهتها إلا عبر تشكيل قوة إفريقية موحدة.