الرئيسية / سياسة / سعد الدين العثماني.. طبيب نفساني يقود الحكومة المغربية
سعد الدين العثماني

سعد الدين العثماني.. طبيب نفساني يقود الحكومة المغربية

عين الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، سعد الدين العثماني، عن حزب العدالة والتنمية، رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيلها بعد أن عجز زميله في الحزب عبد الإله بنكيران في خلق جو توافقي مع باقي الفرقاء السياسيين بالمملكة لتكوين حكومة قوية ومنسجمة، يراهن عليها الشعب المغربي. فمن هو سعد الدين العثماني؟

ولد العثماني في مدينة إنزكان القريبة من أكادير، يوم 16 يناير سنة 1956، هو متزوج وأب لثلاثة أبناء، يعتبر واحدا من منظري الحركة الإسلامية بالمغرب. مهنته طبيب عام ونفسي، وباحث وفقيه بناءا على الدراسات التي تلقاها في فترة شبابه.

شغل العثماني منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في الفترة الممتدة من 2004 -2008. تقلد بعد ذلك منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بحكومة بنكيران في نسختها الأولى 2012-2013، لكن قبل كل هذا تدرج العثماني خطوة خطوة في مساره الدراسي ليصل إلى هذا المستوى، لكن قبل ذلك لنرجع إلى بداياته.

غادر العثماني مسقط رأسه مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا (شعبة العلوم التجريبية) سنة 1976 بثانوية عبد الله بن ياسين بذات المدينة، ليلتحق بكلية الطب في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة، عندها وجد نفسه في قلب المعترك السياسي وفي لجنة النقاشات الداخلية لتنظيم الشبيبة الإسلامية الذي كان يعيش فترة حرجة بسبب تداعيات تورط بعض أعضائه في عملية اغتيال عمر بن جلون، ولأن الدكتور سعد الدين العثماني جمع بين التكوين العلمي والتكوين الشرعي، فقد درس الطب والعلوم الشرعية جنبا إلى جنب، ليحصل على مجموعة من الشهادات، ويراكم رصيدا أكاديميا محترما إذ حصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983 بكلية الشريعة بمدينة آيت ملول، وكذا شهادة الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وأيضا شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 دار الحديث الحسنية الرباط.

عشق سعد الدين العثماني للطب النفسي جعله يقتحم هذا المجال البعيد كليا عن مجال السياسة حيث حصل على دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 من المركز الجامعي للطب النفسي بمدينة الدار البيضاء. ليقرر بعدها الحصول على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط في نونبر 1999، تحث عنوان “تصرفات الرسول صلى الله عليه بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية”.

دخل العثماني إلى عالم السياسة من باب حزب الحركة الدستورية الديمقراطية، وخاض الانتخابات التشريعية سنة 1997 بشكل حذر ورشح حزبه عددا محدودا من المرشحين، غير أنه حقق المفاجأة بفوزه بجميع المقاعد التسعة التي ترشح لها، ليبدأ العثماني ورفاقه بعد ذلك مسارا جديدا، مع تغيير اسم الحزب إلى العدالة والتنمية.

يحظى العثماني بشعبية كبيرة واحترام داخل حزب العدالة والتنمية، ويعتبره خصوم حزبه برجل التوافقات.

وتبدو مهمة رئيس الحكومة الجديد صعبة للغاية في تشكيل حكومة، في ظل المشاكل التي ورثها عن زميله بنكيران وكذا الاشتراطات التي وضعها باقي الفرقاء السياسيين للدخول إلى الحكومة.