الرئيسية / سياسة / منظمة “إيطا” تلقي السلاح نهائيا يوم 8 ابريل معلنة فشل خيار الانفصال
إيطا

منظمة “إيطا” تلقي السلاح نهائيا يوم 8 ابريل معلنة فشل خيار الانفصال

أعلنت منظمة “إيطا” الانفصالية أنها قررت تسليم وتفكيك ترسانة الأسلحة التي تحتفظ بها مخبأة في دور سرية وبمناطق جبلية بالجزء الفرنسي من بلاد الباسك والتي كانت تستعملها في الماضي لشن هجمات إرهابية على أهداف مدنية وعسكرية في إسبانيا.

وحددت المنظمة التي حاربتها كل الحكومات الإسبانية المتعاقبة منذ حكم الديكتاتور فرانكو، رافضة الإذعان لشروطها رغم مآت الضحايا من مدنيين وعسكريين سقطوا برصاص الإرهاب، عدا الخسائر المادية الناتجة عن إلحاق أضرار بمنشآت مدنية وعسكرية. وحددت “إيطا” يوم الثامن إبريل المقبل ليكون آخر يوم في عمر ووجودها كتنظيم مسلح يحارب السلطة الإسبانية.

وورد الإعلان في صحيفة “لومند” الفرنسية في طبعتها الإلكترونية، استنادا إلى تصريحات أدلى بها مواطن فرنسي يدعى جان “نويل إشيفري” اعتقل في شهر ديسمبر الماضي، رفقة آخرين في جنوب فرنسا، من طرف الدرك الفرنسي حيث ضبط وهو يقوم بعملية إتلاف الأسلحة التي كانت في حوزة “إيطا ” أطلق سراحه فيما بعد

ورفضت فرنسا وإسبانيا المشاركة في عملية التخلص من الأسلحة التي قررت “إيطا” من جانب واحد التخلص منها وإنهاء عقود الصراع الدموي بينها وبين السلطات الإسبانية على الخصوص، كونها كانت تستهدفها أكثر من فرنسا التي شكلت في الحقيقة ملاذا لأتباع “إيطا”من مطاردات الأمن الإسباني لهم.

ولم تعط مدريد وباريس أهمية، لرغبة التنظيم الإرهابي في أن تشرف على عملية نزع سلاحه لجنة دولية للتأكد، تضم خبراء دوليين مختصين في تفكيك وإتلاف ترسانة الأسلحة المخبأة في كهوف بمناطق جبلية بالجزء الفرنسي من إقليم الباسك، كما تمنت أن لا يعرقل الأمن الفرنسي والإسباني عملية التخلص من عتادها الحربي الذي استعملته المنظمة الإرهابية لعقود من الزمن، في محاولة يائسة لفرض شروطها السياسية على مدريد.

وفي تعليق أولى على الخبر الذي نشرته اليومية الفرنسية الواسعة الانتشار، صرح الناطق باسم الحكومة الإسبانية في أعقاب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، قائلا إن الذي يهم بلاده بكل بساطة أن تعلن المنظمة حل نفسها وإلقاء السلاح نهائيا، رافضا أي حوار معها

يذكر أن “إيطا” سبق أن أعلنت استعدادها في العام 2011 للتخلي عن العنف وترك سلاحها، في محاولة لابتزاز الحكومة الإسبانية للحصول على مكاسب سياسية والظهور في الخارج أنها جماعة تائبة، مستعدة للانخراط في الحياة السياسية المدنية.

ومنذ ذلك التاريخ لم يسجل على المنظمة ارتكاب عمل إرهابي، لكن الأمن الإسباني ظل يطارد فلولها داخل البلاد وخارجها مستفيدا من تعاونه الوثيق مع الحكومات الإسبانية وخاصة الاشتراكية، ما ساهم في اعتقال عدد من رؤوس المنظمة المتسترين في الجزء الفرنسي من الإقليم.

وساعد السلطات الإسبانية على قهر الإرهاب وإلحاق الهزيمة ب “إيطا” عدة عوامل بينها رفضها المطلق التفاوض مع “إيطا” إلا بعد حل نفسها وإلقاء سلاحها وتخليها النهائي عن العنف.

ومن اجل ذلك حرص الحزبان الشعبي والاشتراكي اللذان تداولا على حكم البلاد منذ عودة الديمقراطية، على إبرام حلف تاريخي ضد الإرهاب وبالتالي لم يتركا للمنظمة الانفصالية أي مجال صغير أو كبير لكسر التحالف إلى أن كسرت شوكة الإرهاب.

وبرأي مراقبين فإن “إيطا” خسرت كل الرهانات منذ مدة ولم يعد أمامها إلا الاستسلام للمنطق، فقد مضى زمن العنف الثوري كوسيلة لتحقيق مآرب سياسية.  وهذا درس موجه لسائر الحركات الانفصالية ذات الأفق المغلق وضمنها خصوم المغرب في الصحراء. وقبل انهيار “إيطا” وانتهاء صلاحيتها، اعترفت منظمات أخرى مماثلة قاسمتها التطرف، فأنهت وجدها بدورها مثل منظمة الجيش الجمهوري في إيرلندا.