الرئيسية / سياسة / “بوديموس” يطالب باحترام العلمانية وحذف البرامج الدينية من التلفزيون العمومي الإسباني
بوديموس

“بوديموس” يطالب باحترام العلمانية وحذف البرامج الدينية من التلفزيون العمومي الإسباني

نشب خلاف علني بين حزب “بوديموس” اليساري المعارض وبين الكنيسة الإسبانية ، على خلفية بث البرامج ذات التوجه الديني من قنوات التلفزيون العمومي، على اعتبار أن الدولة الإسبانية ذات أسس علمانية، وبالتالي فإن إبراز الخطاب الديني في قناة عمومية يعتبر من وجهة نظر “بوديموس” إخلالا بالدستور وبأسس علمانية الدولة التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان.

وبرر زعيم”بوديموس” موقف حزبه بكون الكنيسة في بلاده لها ما يكفي من القنوات والإمكانيات لتبث بواسطتها رسالتها الدينية، بل هي من وجهة نظره تتمتع بسلطة واسعة، مضيفا أن مهمة التلفزيونالعمومي تتمثل في بث الأخبار والبرامج الثقافية بإبراز الطابع التعددي المجتمعالإسباني وكذا التركيز على التوعية بالتربية الجنسية.

وردت الكنيسة على قادة “بوديموس” الأخرين الذين اثاروا هذا الموضوع كمن خلال تصريحات للصحافة بأن بث برامج ذات محتوي ديني في التلفزيون العمومي لا يتعارض مع الدستور الذي يضمن لجميع المواطنين الحرية والمساواة.

ومن جهته انضم الجنرال المتقاعد، خوليو رودريغيث، القائد العام الأسبق للجيش الإسباني والقيادي في “بوديموس” الى المنادين بحذف البرامج الدينية من التلفزيون العمومي، داعيا بدوره إلى إلغاء وجود رجال الدين داخل الوحدات التابعة للقوات المسلحة الإسبانية.

ولم تتفق باقي الأحزاب بما فيها الليبرالية والاشتراكية، مع دعوة “بوديموس” التي تسعى في الغالب إلى جر قضية الحرية الدينية إلى البرلمان الإسباني، بغاية صياغة قانون جديد ينظم الحضور الديني في الساحة العمومية.

وفي هذا السياق نصح حزب”ثيودادنوس” مثيري القضية بالانكباب على إيجاد حل للمشاكل التي يعاني منها المجتمع، بدل الانشغال بعقائد الناس.

ومن جهته اعتبر الحزب الاشتراكي العمالي، المدافع عن العلمانية، أن إثارة هذه القضية تحدث ضررا بالمجتمع، في إشارة إلى أنها مرتبطة بحرية المعتقد الشخصي خاصة وأن الكنيسة لا تتدخل في الشأن السياسي الإسباني، وليس لها امتداد تنظيمي في الأحزاب السياسية التي تضم كل الانتماءات الدينية.

وبصرف النظر عن المناسبات الدينية الهامة مثل اعياد الميلاد، فإن التلفزيون العمومي الإسباني لا يولي أهمية كبرى للشأن الديني باستثناء ما تقوم به القناة الثانية من نقل صباح الأحد لشعائر دينية بالكنيسة، لا تحظى في الغلب بمتابعة مرتفعة كونها تصادف يوم العطلةوتخاطب شريحة معينة من المواطنين.

يشار إلى أن التظاهرات الدينية في المجتمعات الغربية امتزجت بالعادات والتقاليد الاحتفالية الاجتماعية، بحيث لا يهتم الناس بالتمييز بينهما.