الرئيسية / سياسة / عضو في “الشعبي”: الجمهوريون والتورترات الاجتماعية سبب الحرب الأهلية الإسبانية.. وفرانكو ليس انقلابيا؟
الحزب الشعبي الإسباني

عضو في “الشعبي”: الجمهوريون والتورترات الاجتماعية سبب الحرب الأهلية الإسبانية.. وفرانكو ليس انقلابيا؟

حركت تصريحات مثيرة، أدلى بها أخيرا عضو شاب في الحزب الشعبي الإسباني الحاكم، جرحا ما زال غائصا في الذاكرة والوجدان الجمعي  الإسباني، حينما قال، مخالفا ما أصبح مسلما به بين عامة الناس وخاصتهم: إن المعسكر الجمهوري  والأزمات  الاجتماعية  التي عرفتها إسبانيا في منتصف الثلاثينيات، هي التي سببت اندلاع الحرب الأهلية التي دامت ثلاث سنوات وخلفت آلاف القتلى والمعطوبين وانتهت بانتصار الجنرال ” فرانكو” على الجمهوريين الممثلين للشرعية الدستورية  حيث اقام على أنقاضهم  حكمااستبداديا انتهى بوفاته عام 1975.

وحسب “دييوغو غاغو” العضو في الحزب الشعبي الذي يطمح أن يصبح أميناعاما لشبيبة الحزب الشعبيفي المؤتمر المقبل المقرر انعقاده في مدينة اشبيلية من 21 إلى 23أبريل؛ فإن الجنرال فرانكو، لا يعتبر من وجهة نظره، ضابطا انقلابيا ومتمردا على المشروعية الدستورية.

ويضيف الشاب وهوعضو في مجلس بلدي يبلغ من العمر 29 عاما، إن الحرب الأهلية لا يمكن أن تحدث هكذا وبدون أسباب بل تتجمع عدة عوامل تؤدي إليها، وبالتالي لا يمكن تحميل جهة دون أخرى مسؤولية اندلاعها وانه لا بد وان تنتصر الواحدة على الأخرى، معترفا أن الجهة التي انتصرت سببت ضررا للديمقراطية في بلاده.

ويعارض المسؤول عن تنظيم الشباب الدعوات المطالبة بإخراج رفات ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية من قبورهم وإعادة دفنها بما يلزم من شروط الكرامة الإنسانية،مثلما تتمنى ذلك عائلاتهم وبعض المنظمات الحقوقية.

وفي هذا الصدد وأوضح “غاغو” أن حالات ضحايا الحرب  تختلف ولا بد من التمييز فيما بينها، لكنه في جميع الأحوال يعارض أن تتحمل الدولة تكاليف عمليات شق القبور على.

وكرد فعل أولي وسريع على التصريحات، طلبت منظمة شباب الحزب الاشتراكي العمالي، استقالة صاحب التصريحات المثيرة،وتبعتها ردود فعل أخرى، يتوقع أن تنتشر في الأيام القريبة أو يقع إهمالها كون من صدرت عنه لا قيمة له.

جدير بالذكر أن صاحب التصريحات أدلى بها في برنامج حواري بثه تلفزيون إقليم “غاليثيا” عارضها المشاركون في الحلقة، بمن فيهم الصحافية التي أدارت الحوار التي ختمت بالقول إن”فرانكو” انقلابي على الشرعية.

إلى ذلك  لا يمكن اعتبار أقوال  الشاب، معبرة عن  الموقف الرسمي للحزب الشعبي  الذي لا يتجنب  عموما فتح صفحات الماضي الأليم  عل اعتبار أن المجتمع طوى هذا الملف ويشرئب نحو المستقبل، غير ان التنظيمات اليسارية عموما تعتبر الحزب الشعبي  امتدادا إيديولوجيا لتراث الفرانكوية، رغم  التحولات  التي طرأت على المرجعيات الفكرية التي قام عليها الحزب الذي اسسه ،كما هو معلوم، وزير مشهور في حكومات فرانكو، بل من ركائز نظامه  “مانويل فراغا” الذي استطاع التكيف مع العهد الديموقراطي الجديد وتقلد في الحكومات الأولى منصب وزير الداخلية، بالنظر إلى خبرته وتجربته الطويلة في ممارسة السلطة، فضلا عن كونه أستاذا جامعيا مرموقا .