الرئيسية / سياسة / مدريد تعين وزير الدفاع السابق سفيرا في واشنطن تحسبا لاحتمالات المستقبل؟
بيدرو مورينيس

مدريد تعين وزير الدفاع السابق سفيرا في واشنطن تحسبا لاحتمالات المستقبل؟

أعطت الإدارة الأميركية موافقتها على تعيين وزير الدفاع الإسباني السابق (بيدرو مورينيس) سفيرا في واشنطن خلفا للدبلوماسي”رامون خيل كاساريس” الذي سيعود إلى مدريد  للاضطلاع بمهام التدريس والتكوين في المعهد الدبلوماسي.

وكانت الحكومة الإسبانية اقترحت اسم السفير الجديد على واشنطن، منذ اليوم الثاني لدخول الرئيس “ترامب” البيت الأبيض والذي جاء الجواب عليه بالموافقةبسرعة وفي ظرف اقل من شهر، بينما يقضي العرف الدبلوماسي أن يستغرق الانتظار أكثر من شهر، ما يدل على أهمية القرار.

ويحمل تعيين، مورينيس، وهو في الأصل مهندس مدني مختص في الآليات، أمضى خمس سنوات على رأس وزارة الدفاع، يحمل عدة إشارات بخصوص طبيعة العلاقات وخاصة في المجال العسكري بين واشنطن ومدريد على اعتبار أن السفير الجديد نسج خلال الولاية الحكوميةالسابقة، علاقات وصداقات مع الأوساط العسكرية في”البنتاغون” الأمر الذي يؤهله ليكون صوتا مسموعا وناقل رسائل ثقة، بين الدولة الإسبانية والحليفة الولايات المتحدة.

يشار في هذا السياق إلى أن الرئيس “ترامب” كان قد أجرى في الأيام الأخيرة، اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانوراخوي ، استغرق حوالي عشرين دقيقة، هو الأول منذ وصول “ترامب” إلى البيت الأبيض ، جرى خلاله  تأكيد على أهمية  توثيق العلاقات  بين البلدين وخاصة في المجال الدفاعي وكذا الاقتصادي، حيث ينشط مستثمرون من البلدين في كليهما مثلما توجد قواعد أميركية فوق التراب الإسباني منذ عهد الديكتاتور الراحل “فرانكو”.

وخلال اللقاء المذكور عرض، ماريانو راخوي، على الرئيس الأميركي خدمات بلاده لتكون وساطة وعامل تقريب في وجهات النظر،بين واشنطن وعدد من الدول في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في إطار الاستراتيجية الدفاعية التي ينوي “ترامب” تنفيذها خلال ولايته والتي تتمحور أساسا حول محاربة الإرهاب.

وتعمل الإدارة الأميركية الجديدة من أجل إقناع حلفائها سواء في الحلف الأطلسي مثل إسبانيا أو الذين ترتبط بها علاقات تعاونفي الميدان العسكري؛ إقناعهم بضرورة رفع مخصصات الميزانية المرصودة للدفاع الوطني لتصل إلى نسبة 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، لتكون جيوش تلك البلدان قادرة على الاندماج بفعالية في المنظومة العسكرية الأميركية حتى لايقع التخلي عنها وتركها لحالها وذلك ما لمحت إليه تصريحات عن عدد من المسئولين في الإدارة الأميركية الجديدة.

إلى ذلك سيلتقي وزير الخارجية الإسباني “داستيس” مع نظيره الأميركي خلال اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.

يذكر ان العلاقات بين مدريد وواشنطن، شهدت دائما فترات ازدهار خلال حكمالجمهوريين، بدليل ان الرئيس السابق أوباما، لم يزر إسبانيا إلا مرة واحدة في نهاية ولايته، ومن المفارقات أن الزيارة اختصرت لأمر طارئ.

ويبدو طبيعيا أن تراهن حكومة الحزب الشعبي على القوة العظمى، بالنظر إلى التحديات التي تنتظرها في الداخل، فهي هي حكومة اقلية لا يمكنها مواجهة العواصف السياسية المحتملة في المستقبل، وأكثر ما تخاف منه حكومة راخوي، هو التحدي الانفصالي في إقليم كاتالونيا. ومن دون دعم الإدارة الأميركية، يصعب على مدريد التصدي وحدها لخطر الانفصال، سياسيا وعسكريا دون سند من القفوة العظمى، لكن الإشكال الأصعب لحكومة مدريد يتمثل في العداء الشعبي للسياسة الأميركية، على اعتبار أن اليسار الشعبوي ، مؤثر في الشارع.