الرئيسية / سياسة / الأمن الألماني يوسع التحقيق مع أوساط متصلة بهجوم “برلين” الإرهابي
أنيس عمري

الأمن الألماني يوسع التحقيق مع أوساط متصلة بهجوم “برلين” الإرهابي

ينتظر وزير الداخلية الألماني، نتائج تحقيق أمر بإجرائه بخصوص تقصير محتمل في تدبيرا لمصالح التابعة له من أمن واستخبارات للهجوم الإرهابي الذي نفذه  مواطن تونسي يدعى قيد حياته “أنيس عمري” في مدينة برلين، نهاية العام الماضي في ذروة  إقبال الألمان على المحلات  التجارية بمناسبة أعياد الميلاد.

وكان الهجوم خلف في حينه  12 ضحية وعشرات الجرحى بجروح متفاوتة، كما أثار ردود فعل غاضبة لدى الألمان الذين استغربوا فشل أجهزتهم في حمايتهم؛ الأمر الذي فرض على السلطات الأمنية عدم إغلاق الملف بصفة نهائية وتقرر توسيع الأبحاث والتحريات إلى  الخارج حيث طالت عائلة الإرهابي المقيمة في تونس بالتنسيق مع أمن البلد المغاربي.

وحمل الفاتح من شهر مارس الجاري،  تطورات مثيرة في  ملف “‘عمري” حيث شنت قوات الأمن، قوامها 460 عنصرا، فجر اليوم الأربعاء، حملة تفتيش واسعة شملت  بنايات سكنية ومحلات تجارية بل حتى زنزانات في سجنين، يشك في علاقتها  بمنفذ الهجوم الإرهابي المذكور.

وطبقا لمصالح الأمن فإن الحملة الواسعة لم تسف عن اعتقال مشتبه فيهم،  لكنها أتاحت، من وجهة نظرهم ،جمع معلومات ودلائل سيتم فحصها لاحقا لمعرفة حجم التنظيم  الذي انتمى قد يكزن  القاتل التونسي، ضمن عناصره.

وترتبط الأماكن التي جرى تفتيشها بأحد المساجد المعروفة في مدينة برلين، يقال إن “عمري” كان يتردد عليه كثيرا  مع آخرين يقاسمونه نفس الأفكار الجهادية ،فقد  سجلت كاميرات المراقبة زيارته للمسجد يوم تنفيذ هجومه الإرهابي.

وفي نفس السياق، اعترفت  مصالح الداخلية الألمانية بوجود تقصير وثغرات في عمليات المراقبة لأنشطة التنظيمات الجهادية وباتت مقتنعة  بضرورة إعادة النظر في شبكة المخبرين التي تعتمد عليها.

ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها  في هذا الصدد ،منع الجهة المشرفة على المسجد من كراء محلات جديدة  وإغلاق  الموقع الالكتروني الذي كان ينشر المواعظ والإرشاد الديني  كما تمت مصادرة  أرصدة جمعية “فوسيلي33″ ومنعوا  إحياءها في أمكان  أخرى؛ علما أنها ليست المرة الأولى التي تغلق فيها السلطات الألمانية مكانا للعبادة تحوم حوله الشبهات الأمنية  بل فعلت ذلك منذ العام 2010 في مدن هامبورغ وبرلين وفرانكفورت، بعد ان  تم ضبط خلايا جهادية، تمارس أنشطة  مخالفة للقانون ضمنها استقطاب وتجنيد المقاتلين للذهاب إلى سوريا والعراق.

وينتمي المترددون على المسجد المشتبه فيه، في غالبيتهم  إلى تركيا وبلاد القوقاز ويتركز عملهم  في تجنيد المقاتلين وجمع التبرعات لصالح تنظيم” داعش ” ما جعل السلطات الأمنية تعتقل احتياطا  إماما المسجد وتجري تحقيقا مع خمسة عناصر تنتمي إلى جمعية “فوسيلي33”.

ولم تعلن السلطات الأمنية نتائج جديدة تسلط الضوء على ملابسات الهجوم  الذي نفذه الإرهابي التونسي “عمري” الذي لقي مصرعه في مواجهة مع عناصر الأمن في محطة ميلانو للقطارات، التي وصلها هاربا من ألمانيا، دون أن تعتقله العناصر الأمنية  أو تنتبه إليه في بلجيكا وهولندا وفرنسا.