الرئيسية / سياسة / انجذاب ماريانو راخوي نحو واشنطن يثير تحفظات لدى القوى اليسارية في إسبانيا
ماريانو راخوي

انجذاب ماريانو راخوي نحو واشنطن يثير تحفظات لدى القوى اليسارية في إسبانيا

وجه الرئيس الأميركي “ترامب” دعوة شفوية لرئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي لزيارة “واشنطن” وذلك خلال الاتصال الهاتفي الأول الذي جري بين الاثنين قبل أسبوع، والذي دام حوالي العشرين دقيقة، ضمن سلسلة الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي مع حلفاء بلاده، إذ في نفس اليوم أجرى “ترامب” اتصالا مماثلا، مع  نظيره  التركي رجب طيب أردوغان.

ولاحظ المراقبون، ان رئيس الحكومة الإسبانية، يسرع الخطى من اجل توثيق العلاقات مع الإدارة الأميركية في العهد الجديد، خاصة وأنه لمس استعدادا وترحيبا من الرئيس الأميركي، تقديرا له على موقف الحياد أو الصمت الذي اتخذه “راخوي” وحزبه الشعبي حيال موجة الانتقادات التي وجهت إلى الرئيس “ترامب” منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

ولا يحظى الموقف الرسمي الأسباني من الإدارة الأميركية بتأييد تام من  كافة القوى السياسية في إسبانيا  وخاصة من الأحزاب اليسارية التي تنتقد علانية ومنذ مدة  توجهات الإدارة الأميركية الجديدة  إزاء المهاجرين وخاصة من دول أميركا الجنوبية المرتبطة  معها بصلات روحية عريقة ،وكذا الإجراءات الحمائية التي فرضتها “واشنطن” في الميدان الاقتصادي.

لكن ماريانو راخوي، من جهته له من الأسباب ما يكفي لضمان تأييد القوة العظمى مهما كان اسم  ساكن البيت الأبيض، لأسباب تاريخية وراهنة وبالنظر إلى تحديات الوضع الداخلي  سياسيا واقتصاديا في بلاده ، ما يفرض عليه  في نفس الوقت ،السير بحذر في طريق ملغوم ووجوب الاحتياط المسبق من منسوب العداء التاريخي المتنامي لسياسات الولايات المتحدة  بين فئات الشعب الإسباني.

في هذا السياق سببت الاستقالة المفاجئة لمستشار “ترامب” في شؤون الأمن القومي، حرجا للحكومة الإسبانية على اعتبار أن أول اتصال بين البلدين جرى بواسطة وزير الخارجية الإسباني والمسئول الأمني الأميركي.

وحسب الجريدة الإسبانية “أ ب ث” فإن الاتصال الأول الذي جرى في نيويورك منتصف شهر أكتوبر الماضي بين رئيس الدبلوماسية  الإسبانية، الفونصو داستيس و”ميكايل فلين” أتاح للأخير فرصة  معرفة  انتظارات الحكومة الإسبانية من حليفتها التقليدية ، فيما يتعلق بالدفاع والأمن والاقتصاد.

ويفترض أن “فلين” نقل الصورة بأمانة إلى الرئيس “ترامب” لذلك بادر الأخير إلى الاتصال الهاتفي براخوي، أياما بعد جلوسه في المكتب البيضاوي؛ لكن بعد استقالته سيجري فحص وتدقيق ما وعهد به وما نقله المسؤول الأمني المستقيل

ولا تتخوف مدريد، من تداعيات استقالة “فلين” على اعتبار أنها أمر داخلي يتعلق بترتيب الأوضاع والمسؤوليات في البيت الأبيض، وبالتالي فلن يؤثر ذلك على مستقبل العلاقات بين البلدين،بدليل أن الاتصال بينهما سيتجدد غدا في “بون” بين وزير خارجية إسبانيا ونظيره الأميركي الجديد “ريكس تليرسون”.

يذكر  في خذا الصدد ،أن رئيس الحكومة الإسبانية الذي أعيد انتخابه نهاية الاسبوع الماضي، على رأس الحزب الشعبي، بنسبة تأييد مرتفعة، عرض خدماته  قبل ذلك ، على ساكن البيت الأبيض، ليقوم بدور  الوسيط بين الإدارة الجديدة ودول عديدة في القارة الأفريقية وأميركا الجنوبية بل أضاف منطقة الشرق الوسط  وشما ل إفريقيا،حسب ما تناقلته الصحف الإسبانية ؛ وهو دور أذا قبلته الإدارة الأميركية، يتطلب  استقرارا حكوميا في إسبانيا وتأييدا  لها من الأحزاب السياسية وخاصة من المساندين بشرط  لحكومة  الأقلية التي يرأسها راخوي، أي الحزبين الاشتراكي العمالي وثيودادانوس.

وإذا كانت قيادة “ثيودادانوس” قد حسمت في أعادة انتخاب البرت ريفيرا، على رأس التنظيم، فإن الوضع مرشح لاحتمالات عدة في صفوف الاشتراكيين، فقد أعلن لغاية الآن  ثلاثة مرشحين رغبتهم في السباق للظفر بالأمانة العامة، ضمنهم  بيدرو سانشيث وباتسي لوبيث رئيس مجلس النواب السابق. وقد تقرر، سوسانا دياث، رئيسة حكومة اقليم الأندلس، خوض المعركة من جانبها ،معززة بتأييد بارونات الحزب.

وفيما لو فاز “سانشيث”وهو احتمال بعيد، المتعاطف إيديولوجيا مع حركة “بوديموس” المسنود  بتأييد القواعد الاشتراكية، فسيصبح  الأمر صعبا على الحكومة الحالية وستكثر عليها  الضغوط من الاشتراكيين برئاسة ،سانشيث، ومن بابلو أيغليسياس، الذي انتصر خطه اليساري الفوضوي، في المؤتمر الأخير للحركة، ضدا على نائبه السابق “إريخون” المعروف  باعتداله ونزعته البراغماتية، بل إن المزايدة ستشتد على الاشتراكيين ، كان من كان، الفائز في المؤتمر المقبل ،شهر مايو