الرئيسية / سياسة / تعثر تشكيل حكومة بنكيران..هل انتهى الكلام فعلا ؟
انتهى الكلام
عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين

تعثر تشكيل حكومة بنكيران..هل انتهى الكلام فعلا ؟

أعادت حرب البلاغات والبلاغات المضادة بين حزب العدالة والتنمية وتحالف الأحزاب الأربعة (التجمع والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي) المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة إلى مربع الصفر. بلاغ الأحزاب الأربعة نهاية الأسبوع المنصرم، والذي طالبت فيه بالدخول مجتمعة في الحكومة المقبلة رغم أن رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران لم يوجه الدعوة إلى الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للالتحاق بحكومته اعتبره الإسلاميون ”ابتزازا” وهو ما جعل بنكيران يرد ببيان شديد اللهجة يقول فيه “انتهى الكلام”، ويؤكد توقف المشاورات مع رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والأمين العام للحركة الشعبية، امحند العنصري.

لكن هل انتهى الكلام فعلا. فالقول بتوقف المشاورات مع الحزبين اللذين شاركا مع “البيجيدي” في الحكومة السابقة لا يحسم في مسألة تشكيل الحكومة التي لم تر النور رغم مرور ثلاثة أشهر على اقتراع 7 أكتوبر الماضي، حيث ما يزال الغموض يلف هذا المسلسل السياسي الذي صار يشد انتباه المواطن المغربي وهو يشاهد حالة غير مسبوقة في تاريخ الحكومات بالبلاد.

ولا شك أنه كان يمكن القول “انتهى الكلام” لو وجد “البلوكاج” الحكومي طريقه إلى الحل عبر الإعلان عن تشكيل الحكومة، أو على الأقل اتضاح ما هو السيناريو البديل.

فالسيناريوهات المطروحة يبدو بعضها غير واقعي والآخر غير متوقع. فمن جهة ينتظر البعض، بل ويطالب، بأن يعلن رئيس الحكومة المعين فشله في مهمته وبالتالي يصبح الحسم في يد الملك محمد السادس الذي قد يجدد الثقة في بنكيران من أجل بدء مشاورات جديدة لتشكيل الحكومة في ظل نفس المناخ السياسي المتوتر وجو انعدام الثقة بين بنكيران وباقي الأحزاب السياسية التي قد تكمل أغلبيته الحكومية، أو يقوم الملك بتعيين شخصية أخرى من داخل “البيجيدي” لتشكيل الحكومة وهو احتمال يبقى مستبعدا.

وفي ظل “فراغ” دستوري في ما يخص إشكالية فشل رئيس الحكومة في تكوين أغلبية، ما يعني استبعاد جميع السيناريوهات الخاصة بتكليف الحزب الثاني في الانتخابات، الأصالة والمعاصرة، بالسعي وراء تشكيل الحكومة، يبقى التساؤل عن الوجهة التي ستأخذها الأمور.

فالأكيد أن سعي بنكيران إلى ربط الاتصال من جديد بحزب “الاستقلال”وسعيه إلى تكوين حكومة من ثلاثة أحزاب فقط يجعل الأغلبية المقبلة في وضع هش ويجعل سيف داموقليس مسلطا على رقبتها باستمرار بحكم أنها لن تكون أغلبية مريحة.

كما لا يتوصر أن يبحث بنكيران عن التقارب مع الأصالة والمعاصرة في ظل الصراع الذي يجمع الطرفين، والذي يجعل أن مقولة أنه لا توجد عداوات دائمة في السياسة غير صالحة، خاصة في الوقت الحاضر، بالنظر إلى أنه لا توجد مؤشرات على إمكانية جلوس الحزبين إلى طاولة الحوار.

خيار تنظيم انتخابات برلمانية جديدة يبدو بدوره مستبعدا بالنظر إلى كلفته المادية والسياسية، كما أنه من المستبعد أن يحدث تغييرا في الخارطة السياسية من خلال استمرار العدالة والتنمية في صدارة المشهد الانتخابي متبوعا بالأصالة والمعاصرة ثم الاستقلال، اللهم إذا كان التغيير سيطال عدد المقاعد التي قد يحصل عليها كل حزب، من حيث الزيادة أو النقصان مقارنة باقتراع 7 أكتوبر.

ويزداد الوضع تعقيدا بالنظر إلى كون المغرب مقبلا على معركة دبلوماسية مهمة في شهر يناير الجاري لتسجيل عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وهي المحطة التي كانت تفرض وجود حكومة مغربية مشكلة.

أمام مشهد سياسي مماثل، يبدو أنه من الصعب القول بأن الكلام قد انتهى مادام تعثر تشكيل الحكومة مستمرا، وما دام الزعماء السياسون يعطون إشارات سلبية للمواطنين قد تجعلهم يفقدون أكثر فأكثر ثقتهم في العمل السياسي وجدوى الانتخابات ومشاركتهم فيها.

للمزيد: بنعبد الله لـ مشاهد24: بعد بلاغ بنكيران أحاول إيجاد حلول لاستمرار المشاورات