الرئيسية / سياسة / هل تسبب شباط في إقصاء “حزب الاستقلال” من الحكومة المقبلة ؟
إقصاء "حزب الاستقلال" من الحكومة المقبلة
الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ورئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران

هل تسبب شباط في إقصاء “حزب الاستقلال” من الحكومة المقبلة ؟

تصريحات وصفت بأنها ارتجالية وغير محسوبة العواقب تطورت إلى سوء فهم جديد مع بلد جار ما استدعى تدخل الخارجية المغربية والقصر الملكي من أجل احتواء الأزمة. هل يكون حميد شباط قد تسبب من دون أن يقصد في إقصاء “حزب الاستقلال” من الحكومة المقبلة برئاسة عبد الإله بنكيران؟

حديث شباط عن كون موريتانيا جزء من الأراضي المغربية كبر مثل كرة الثلج بحيث أن آثاره تجاوزت القاعة التي احتضنت كلمته أمام نقابة الاتحاد العام للشغالين التابعة لحزبه نهاية الأسبوع المنصرم.

تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال قوبلت بتشنج واضح من قبل حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” وتحولت إلى أزمة جديدة بين الرباط ونواكشوط قبل تدخل وزارة الخارجية التي خرجت ببيان شديد اللجهة تجاه حميد شباط، وقيام القصر الملكي بإيفاد رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران لتبديد أي لبس في الموضوع، وإجراء الملك محمد السادس لاتصال هاتفي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للتأكيد على احترام المغرب لسيادة موريتانيا وحرصه على تطوير العلاقات بين البلدين.

وفي حين قد تكون تصريحات شباط على المستوى الدبلوماسي نقمة في طيها نعمة، بحيث تحدث تقاربا بين الرباط ونواكشوط بعد سنوات من الجفاء جعلت موريتانيا، التي كانت تجمعها علاقات جيدة مع المغرب، تميل إلى الطرف الجزائري وجبهة البوليساريو في السنوات الأخيرة.

لكن على المستوى الداخلي، في الوقت الذي ما يزال فيه “البلوكاج” الذي يهم خروج حكومة ما بعد اقتراع 7 أكتوبر للوجود هو سيد الموقف، قد يكون حميد شباط تسبب في إقصاء “حزب الاستقلال” من الحكومة المقبلة من خلال إعطاء دافع جديد لحزب “التجمع الوطني للأحرار” في موقفه الرافض لدخول الاستقلاليين إلى الحكومة، ما يزيد الضغوط على عبد الإله بنكيران الذي رفض الرضوخ إلى هذا الشرط لحد الساعة.

شباط وضع نفسه وحليفه بنكيران في موقف محرج، خاصة وأن الأزمة التي تسبب فيها مع موريتانيا استدعت تدخلا ملكيا من أجل احتوائها. على صعيد آخر، جاءت تصريحات شباط متزامنة مع حث القصر الملكي لبنكيران من أجل التسريع في مشاورات تشكيل الحكومة كما عكسه ذلك اللقاء الذي جمع بين المستشارين الملكيين عمر القباج وعبد اللطيف المنوني مع زعيم “البيجيدي”.

فهل يضطر بنكيران إلى التخلي عن “الكلمة” التي قدمها لشباط خاصة بعد أن قام هذا الأخير بتسجيل هدف ضد مرماه، على حد تعبير الكاتب والباحث ادريس الكنبوري، ما يعني أن “حزب الاستقلال” سيغيب عن الائتلاف الحكومي المقبل.

للمزيد: عباس الفاسي يكذب شباط ويفجر حقائق غير متوقعة!