الرئيسية / سياسة / هل يتدخل الملك محمد السادس لإنهاء “البلوكاج” الحكومي ؟
"البلوكاج" الحكومي
الملك محمد السادس خلال استقبال سابق لعبد الإله بنكيران

هل يتدخل الملك محمد السادس لإنهاء “البلوكاج” الحكومي ؟

بات ما يعرف باسم “البلوكاج” الحكومي المرتبط بتأخر تشكيل حكومة ما بعد انتخابات 7 أكتوبر الماضي عنوانا لأزمة سياسية غير مسبوقة في المغرب.

فبعد مرور 9 أسابيع على تعيين الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، من أجل تشكيل حكومة جديدة إثر حصول حزبه على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما تزال الحكومة الجديدة لم تر النور بعد بسبب تعثر المفاوضات بين بنكيران وحزب التجمع الوطني للأحرار من جهة، والاتحاد الاشتراكي من جهة أخرى بسبب رغبة الأول في استبعاد حزب الاستقلال من الحكومة المقبلة، وسعي الثاني إلى رئاسة مجلس النواب.

عزيز بوستة، رئيس تحرير الموقع الإخباري Panorapost باللغة الفرنسية، اعتبر في مقال له أن الأزمة السياسية الحالية عنوان لأزمة انعدام ثقة بين كل من بنكيران والرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، وبين بنكيران وادريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي.

فالعلاقة بين بنكيران وأخنوش لم تكن جيدة في الحكومة السابقة، كما أن رفض الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الانضمام إلى ما قيل إنه تحالف للأحزاب (الأصالة والمعاصرة والأحرار والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية) التي سعت إلى “الانقلاب” على زعيم العدالة والتنمية في أعقاب الانتخابات الماضية، يفسر عدم رغبته في التخلي عن حزب الاستقلال.

كما أن ما يثار حول قرب ادريس لشكر من إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يجعل جوا من عدم الثقة يسود بينه وبين بنكيران.

بوستة يرى أن عبد الإله بنكيران هو المسؤول الأكبر عن “البلوكاج” الحكومي لأنه هو المكلف من طرف الملك بتشكيل الحكومة وعليه إيجاد حل للإشكال الحالي، لكنه يرى أن عزيز أخنوش مساهم بدوره في المأزق السياسي الراهن، حيث يدعوه كاتب المقال إلى التحلي بالمرونة في مسألة بقاء حزب الاستقلال في الحكومة، على أن يبدي بنكيران مرونة أخرى ولا يستجيب لطلبات حميد شباط في الحصول على الحقائب الوزارية التي يريدها لحزبه.

في ظل الأزمة الحالية يرى عزيز بوستة أن الملك محمد السادس يمكن أن يتدخل لحلحة الوضع باعتباره الضامن لاستمرار المؤسسات من خلال أوجه مختلفة، حيث يمكن أن يعيد تكليف عبد الإله بنكيران مجددا بتشكيل الحكومة، وهو ما يعني تجديدا للثقة في بنكيران أمام طبقة سياسية أبانت عن رفضها له.

يمكن للملك أيضا، حسب بوستة، أن يتدخل من أجل دفع حزب التجمع الوطني للأحرار لإظهار مزيد من المرونة في تفاوضها مع بنكيران، شريطة الحصول على قطاعات وزارية مهمة.

ويرى الصحفي المغربي أن الوجه الثالث الذي يمكن للملك محمد السادس أن يتدخل من خلاله يكمن في تعيين رئيس حكومة آخر من العدالة والتنمية غير بنكيران، وهو ما سيجعلنا أمام خيارات مثل مصطفى الرميد، الذي ينظر له كراديكالي على حد تعبير بوستة، أو عزيز رباح الذي لا يحظى بقبول من داخل حزبه، أو سعد الدين العثماني الذي يعتبر شخصية توافقية داخل حزبه وداخل المشهد السياسي برمته.

في الحالات الثلاثة، يعتقد بوسنة أن التدخل الملكي أصبح ضروريا خاصة في ظل استبعاد فرضية تنظيم انتخابات تشريعية جديدة ذات التكلفة والسياسية المرتفعة.

 

للمزيد: صحف الصباح:بنكيران يستأنف مشاوراته تحت شعار”لافائز ولامنهزم”!