مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير
ما من شك أن الجزائر لا تنظر بعين الرضا للعودة القوية للمغرب على مستوى إفريقيا، واعتزامه وضع حد لسياسة “المقعد الفارغ” داخل منظمة الاتحاد الإفريقي التي استمرت سنوات بسبب قبول المنظمة بعضوية جبهة البوليساريو الانفصالية.
الصحفي فرانسوا سودان، كتب في مقال بمجلة “جون أفريك” ذائعة الصيت أن المغرب يملك في حوزته عددا من الأوراق على حساب الجزائر المتوجسة من عودة المغرب للجلوس في المنظمة الإفريقية.
أهم ورقة تملكها المملكة في إفريقيا هو أنه على رأس قائد يجوب القارة السمراء، في شخص الملك محمد السادس، بالإضافة إلى قطاع خاص أكثر دينامية من نظيره الجزائري، حيث وجه مشاريعه واستثماراته منذ مدة نحو إفريقيا، بالإضافة إلى وزارة للخارجية شهد سودان بكفاءتها، ما يجعل أن الآية وموازين القوى الدبلوماسية انقلبت بين المغرب والجزائر، حيث استفاقت الجزائر متأخرة بشأن الاختراق المغربي لإفريقيا في وضع يشابه السبات الذي كان يطبع سلوك الخارجية المغربية في سنوات الثمانينات والتسعينات في حين كانت الجزائر حاضرة بمختلف القمم والمؤتمرات.
هذا التأخر تعترف به السلطات الجزائرية، ولو ضمنيا، يضيف فرانسوا سودان، وهو ما يظهر من خلال إعلان الجزائر عن أول مؤتمر إفريقي للاستثمار بداية شهر دجنبر المقبل، حيث أعلن منتدى رؤساء المؤسسات (اتحاد رجال الأعمال الجزائريين) عن استراتيجية جديدة لضمان الحضور الجزائري في إفريقيا على مستوى الأعمال.
هذه الاسترايجية قام المغرب بتسطيرها منذ حوالي 15 سنة، يؤكد الصحفي الفرنسي، وهو يعمل منذ ذلك الوقت على تطبيقها.
بالمقابل، أقر فرانسوا سودان بكون الجزائر ما تزال تملك أوراقا داخل إفريقيا حيث قد تسعى بمعية حلفاءها إلى وضع عراقيل أمام عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وهو ما أظهره امتناع رئيسة لجنة الاتحاد، دلاميني زوما، عن تعميم طلب التحاق المغرب بالاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء.
بيد أن سودان أوضح التحاق المغرب بالمنظمة بات أكيدا بالنظر إلى توفر على دعم أزيد من العدد المطلوب لتفعيل عضويته بالاتحاد، أي أكثر من 28 دولة.
سودان ذكر بأن غياب المغرب عن منظمة الاتحاد الإفريقي هو خطأ فاضح، وأنه حان الوقت من أجل تصحيحه.
للمزيد: لماذا قرر المغرب نقل المعركة حول الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي ؟
