استضاف برنامج “مدارات” والذي يداع عبر أثير الإذاعة الوطنية، مساء اليوم الثلاثاء، الكاتب الصحفي الأستاذ محمد بوخزار، مدير نشر موقع “مشاهد24”.
وكشف بوخزار خلال هذا البرنامج الإذاعي عن محطات هامة ساهمت في تكوينه الأدبي والإعلامي، وكيف أثرت وجوه فكرية وسياسية معروفة في مساره المهني، إلى أن تحول إلى اسم لامع في المشهد الثقافي بالبلاد.
البدايات
وفي مستهل البرنامج عاد بوخزار للحديث عن مساره الدراسي في المرحلة الثانوية والجامعية، مشيراً إلى أنه كان شغوفاً بقراءة الصحف منذ الصغر، كما كان يحب الاستماع إلى الإذاعة الوطنية، واصفاً هذه الأخيرة بـ”المدرسة”.
وقال بوخزار: “إن حبه للمجال الصحفي وللأجناس الصحفية بدأ عندما كان يدرس في المرحلة الثانوية في شمال المملكة، مشيراً إلى أنه كان مواظبا على قراءة اليوميات”.
في منتصف الستينيات سيرحل بوخزار إلى العاصمة الرباط لمواصلة دراسته الجامعية، حينها سيلتقي بوجه معروف في الساحة الأدبية بالمغرب وهو أحمد المجاطي واصفا هذا الإسم بأنه كان مفتاحاً للتفاعل مع الحقل الثقافي بالرباط.
وسرد المتحدث بعض القصص الجميلة التي جمعته بالمجاطي وأيضاً مع محمد برادة وكيف ساهم هذا الأخير في وصوله إلى صحيفة “العلم”.
وأكد بوخزار أن صحيفة “العلم” أضافت إلى رصيده المهني الشيء الكثير، كما جعلته يلتقي بوجوه محترمة ومؤثرة في المشهد السياسي في ذلك الوقت، أمثال الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال علال الفاسي وعبد الكريم غلاب، كما التقى بأسماء صحافية رنانة مثل محمد العربي المساري وعبد الجبار السحيمي وغيرهم.
وقال بوخزار إن مواده الصحفية كانت تثير انتباه الراحل علال الفاسي، لافتاً أن هذا الأخير قال للعاملين في الصحيفة: “اهتموا بهذا الولد وساعدوه”.
واستعرض بوخزار رحلة كفاحه في مهنة المتاعب، وأهم الحوارات التي أجراها في مساره المهني ولعل أبرزها مع المستشرق الإسباني والناقد والمؤرخ الأدبي غارسيا غوميز، واليوناني فاتيكيوتس، كما حاور أدباء مغاربة وفلاسفة.
وبالإضافة إلى ذلك كان بوخزار في تلك الفترة يترجم ويكتب البورتريهات، كما ساهم بمقالات غنية في الملحق الثقافي في صحيفة “العلم”.
في تلك الفترة، قال بوخزار إنه كان يلتقي كل أربعاء في دار الفكر بالرباط بوجوه فكرية وأدبية وسياسية هامة، كما نسج علاقاته مع أدباء ومفكرين.
وحول الأسباب التي جعلته لا يكتب بلغة نقدية، قال المتحدث إن الأشياء التي كتبها كان تحت السرعة أو الطلب بحكم ضغط المطبعة، فلذلك لا يرتقي لمستوى النقد.
عشق “البورتريهات” ومساهمات فريدة
وقال بوخزار إنه كان يعشق كتابة “البورتريهات”. واستطرد: “أكتب البورتريهات بخلفية الانصاف والاعتراف”، لافتاً أن بعض الوجوه كتب عنها بتعاطف شديد مثل محمد عابد الجابري وأحمد غزال.
وحكى المتحدث تجرته في صحيفة “الشرق الأوسط”، معتبراً هذه المحطة مهمة في حياته حيث عرفته على أناس آخرين.
ومن الأشياء اللافتة في مسار هذا الكاتب الصحفي مساهمته الكبيرة خلال سنوات الثمانينيات في إعداد سلسلة “قراءتي” والتي شكلت قفزة نوعية في التعليم الابتدائي بالمملكة.
وحكى بعض الكواليس التي صاحبت كتابته لهذه السلسلة صحبة عدد من الكتاب.
وفي سياق آخر، أكد بوخزار أنه كان ولازال مهتما بالثقافة الإسبانية وما يدور في الساحة السياسية الإسبانية، مشدداً على أنه كان يكتب مقالات ويحللها بأسلوبه الخاص وينشرها بدون توقيع في المنابر التي اشتغل فيها.
بوخزار الإنسان
ومن الأشياء المميزة في الكاتب الصحفي محمد بوخزار حسه الفكاهي، والذي قال إنه ورثه عن والده رحمه الله، بحيث يطلق ألقابا غير جارحة لكنها تتضمن نوع من السخرية الغاضبة في حق محيطه من المفكرين.
وقال وهو يبتسم: “لا يمكن أن ألقب أشخاصاً لا أحبهم”.
وبوخزار شخصية هادئة لا تميل إلى الصخب والمغامرة، وأضاف “لا أحب السفر كثيراً، وحتى إن سافرت أحب أن أرى وجوه الناس وتعبيراتهم، كما لا أحب العوالم الغامضة”.
وقال إنه زار بعض الدول صحبة الراحل عبد الرحمان اليوسفي.
وحول ألوانه الموسيقية المفضلة، قال بوخزار إنه يعشق الطرب الشرقي ويحب الاستماع إلى عبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ووردة، ونجاة الصغيرة.
كما يحب الاستماع أيضا إلى أغاني محمد الحياني، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، والاستماع إلى ألحان عبد القادر راشدي، وعبد الرحيم السقاط.
ومن أهم الشخصيات التي مرت في حياة بوخزار، العربي المساري وعبد الجبار السحيمي، ومحمد باهي ومبارك ربيع. وهي وجوه فكرية وأدبية وصحفية لامعة في تاريخ المغرب، بالإضافة إلى محمد بن عيسى وزير الخارجية السابق والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة.
وبالنسبة للمدن التي عشقها بوخزار قال: إنها “القاهرة”.