كشفت الفنانة المغربية حليمة العلوي، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، عن السبب الرئيسي الذي جعلها تتخذ هذه الخطوة، مشيرة إلى أن ميدان الفن أصبح بمثابة “سوق للبشرية” يحكمه التحرش والاستغلال والمحسوبية، في غياب تام للمهنية والاحترافية.
وعبر تدوينة مطولة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قالت حليمة: ” أشكر المهتمين على سؤالهم عن جديدي الفني و غيابي المتكرر عنهم.. سألخص لكم الموضوع.. شكون خلاك دير شي حاجة وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل شخص يعيق طريق الناس بعدم مهنيته”.
وأضافت: ” أي نعم لا أتوفر على إمكانيات الإنتاج ولكن المشكل أكبر من ذلك بكثير لأن هذا الميدان وكل من فيه أصبح على قول سي عبد الوهاب الدكالي “سوقا للبشرية” مجردا من كل إنسانية و احترافية و مهنية”.
ولامت خريجة برنامج “استوديو دوزيم”، من خلال تدوينتها، الموزعين والجمهور وحتى الإعلام، حيث قالت: “الفن أصبح عملة ناذرة لا يؤمن بها الموزع الموسيقي و لاالجمهور ولا الإعلام.. فالكل يتهافت على الميدان من أجل الربح”.
وفسرت ذلك قائلة: “الموزع لا ينتج لك إيمانا بموهبتك كما هو الحال في دول كثيرة بشروط و عقود و ربح على المدى البعيد، و لا نمتلك دور إنتاج ولا منتجين وأن توفر المنتج أترك مساحة لخيالكم في تخيل ما يمكن أن تتعرض له الفنانة من تحرش”.
وعن ما تعيشه كفنانة مع مختلف وسائل الإعلام، قالت العلوي: “المنابر تركض وراء صانعي البوز الفارغ، والجمهور تلوثت مسامعه بنوعية معينة من الموسيقى وبذلك يكون الفنان مضطرا إلى مواكبة الذوق وليس إلى الارتقاء بالذوق، أما الراديو فإن لم تكن من أولئك الذين يدفعون الأموال الطائلة لتضخيم الأرقام على اليوتيوب فلا تنتظر برمجة العمل بشكل قوي على خريطة البرمجة الموسيقية”.
وزادت بالقول: “أما التلفزة وبرامجها التي تدخل في إطار “الترفيه الفني” فعليك أولا أن تقبل الاستغناء عن حصة من أجرك لغيرك.. وبرامج أخرى عليك الاستغناء عن أجرك كاملا مقابل مرور تلفزي علما أن لكل برنامج “بادجت” أي ميزانية مالية تخص الضيوف والتقنيين والمنشطين في بعض الحالات.. أما المهرجانات فحدث ولا حرج …والقائمة طويلة ..”.
وتمنت العلوي لو كانت تنتمي لبلد آخر قائلة: “كنت أتمنى أن أكون في بلد آخر يعطيني المناخ والظروف الملائمة لكي أمتهن المجال حسب إمكانياتي الصوتية المتواضعة وإحساسي العالي ومعرفتي الشاملة بالميدان .. ولكن للأسف الواقع غير ذلك”.
وختمت الفنانة حليمة العلوي تدوينتها قائلة: “إن غبت عنكم فنيا اعذروني، ولكن كونوا على يقين أني سأواصل دائما بالفن من أجلي أولا ومن أجلكم ثانيا، إلى حين نورث شي ورثة صحيحة ندخل بها المجال من أبوابه الواسعة هههه .. كثرت الهم كضحك فعلا”.