على إيقاعات موسيقية للفرقة النحاسية الملالية، وحضور حاشد لعشاق المسرح، احتفت مدينة الفقيه بنصالح، بالفنان الكبير عبد القادر مطاع، في إطار فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للإبداع المسرحي، ذلك تقديرا لعطاءاته الفنية الرائدة.
وأعرب الفنان المغربي عبد القادر مطاع، في كلمة خلال الحفل الافتتاحي لهذه الدورة التي ينظمها “مسرح النون والفنون” إلى غاية يوم الأحد المقبل تحت شعار “المسرح جسر للتواصل بين الشعوب والحضارات”، عن بالغ تأثره بهذا التكريم الذي خصته به المدينة، مؤكدا أنه مازال يشعر بقدرة غامرة وتدفق غزير من العطاء والقدرة على إسعاد الناس، بعد مسار فني امتد لأزيد من نصف قرن.
وقال خلال هذا الحفل، أنه رغم فقدانه البصر، فقد أحس بحرارة مشاعر التقدير الفياضة والمحبة التي حفته بها ساكنة المدينة، مضيفا “أنه رغم السنوات الطويلة التي قضيتها في الفن، فإنني أشعر اليوم وكأنني ولدت من جديد“.
ودعا الشباب على وجه الخصوص إلى تثمين الثقافة والفن والحضارة المغربية، من خلال مواصلة المسار الذي خطه الجيل الفني السابق، معربا عن فخره بالانتماء إلى “بلد رائد ومجدد في مجال الفن والثقافة“.
وفي شهادة قدمها الفنان عبد الكريم الركاكنة في حق المحتفى به، اعتبر أن هذا التكريم يحمل “دلالات قوية ويكرس ثقافة الاعتراف في حق فنان وهب عمره للفن والإبداع طيلة مسار متجدد شمل مختلف المجالات الإبداعية، من مسرح وتلفزيون وسينما وإعلانات”، مبرزا القدرات والطاقات الإبداعية التي فجرها الفنان الكبير من خلال تجسيده لمئات الأدوار بحس جمالي راق وحرفية مهنية عالية، وإحساس مرهف، لدرجة لا يمكن فيها أن نؤرخ لتاريخ الفن المغربي دون استحضار مساهمات هذا “الهرم الفني” الكبير الذي ساهم في نشر قيم الجمال والمحبة بتضحية ونكران ذات.
يذكر أن هذه الدورة، التي تسعى إلى تنشيط الممارسة المسرحية والفنية وصقل المواهب وتنميتها من خلال فقرات متنوعة، تعرف تنظيم ورشات ومعارض وندوات وتوقيع إصدارات، تقام بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعمالة إقليم الفقيه بن صالح، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي، والمجمع الشريف للفوسفاط، وبالتعاون بالخصوص، مع كل من المعهد المتخصص في الصحافة ومهن السمعي البصري، وجمعية الأعمال الاجتماعية للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة.