تختتم، غدا الاثنين، فعاليات معرض “المغرب في أبوظبي” في دورته الثالثة، وهو حدث شكل فرصة ثمينة للاطلاع على التراث الثقافي المغربي الثري بمختلف أشكاله، من المعمار، والموسيقى، والفن، والمطبخ، والعادات والتقاليد، والأزياء…
واحتفت الصحافة الإماراتية بهذا الحدث الذي سجل إقبالاً كبيرا، إذ قدرت عدد زواره، في ظرف 10 أيام، بما يقارب 13 ألف زائر، من مختلف الجهات.
وكانت الصناعة التقليدية حاضرة بامتياز، حيث قدم رواقها خبرة ومهارة الصانع المغربي في العديد من الحرف اليدوية والتقليدية التي تحاكي الإرث القديم والتراث العربي الإسلامي.
فيما عكس الزي المغربي التقليدي، ممثلا بالقفطان والتكشيطة، رقي المرأة المغربية ومسايرتها الحداثة دون انسلاخها عن هويتها الأصيلة.
وضم متحف التراث المغربي مقتنيات متنوعة تحمل عبق التاريخ عبر المخطوطات والنقود الإسلامية، والقناديل الزيتية، والأواني الخزفية الإسلامية، وتمثال جوبا الثاني، وصور تاريخية عن موقع مزورة الأثري مع بعض المعلومات الأساسية عن هذا الموقع.
فعاليات “المغرب في أبوظبي” عرفت أيضا مشاركة الفرق الموسيقية المغربية التي أتحفت الزوار بعروض فنية يومية، وبتوليفة جميلة من الفلكلور الشعبي أبرزت عراقة الفنون الموسيقية المغربية، وما تتميز به من حوار موسيقي بين الثقافات، فكان لعروض حضرة شفشاون والحسانية وفن الملحون والطرب الأندلسي وغيرها من ألوان الطرب الموسيقي، حضور اختصر كل الأذواق ليشكل توليفة تتحدث بكل اللغات الموسيقية التي يتميز بها الفن المغربي الأصيل.
وهكذا كان الإماراتيون وزوار آخرون على موعد موشحات ليلى البراق وفريقها الموسيقي، وعائشة دكالي وفرقتها المتخصصة بلون الملحون، إلى جانب عروض الأغاني الحسانية ورقصات «الكدرة»، وفقرات موسيقية للفنان عبدالله المخطوبي مع جوق الموسيقى الأندلسية وغيرها…
يذكر أن “المغرب في أبوظبي” أقيم بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض، وقد استوحى تصميمه من العمارة المغربية التي تميزت بها قصور مراكش، والتي تستحضر القباب والساحات والزليج والزخارف، وتجلت فيه إبداعات المهندسين والحرفيين المغربيين الذين أبدعوا في صناعة وزخرفة الزليج والخشب والأواني النحاسية ونقش الرخام، مستلهمين تميز وثراء فن العمارة المغربية الذي يمزج بين العمارة الإسلامية الأندلسية والعمارة التقليدية المتوسطية والأوروبيّة.. وبالإضافة إلى هذه العناصر الرئيسة، ضم الرواق ركنا للمبدعين والمبتكرين الشباب وذلك لإضفاء بعد جديد يتسم بالحداثة، ويستلهم ثقافة الحرف التقليدية المغربية.