قبل 19 عاما، تأسست شركة جوجل.. تلك الشركة التي أصبحت لا غنى عن منتجاتها في يومنا، والتي أضبحت قيمتها السوقية لا تقدر.
تأسست الشركة على يد لاري بيدج وسيرجيو برين عام 1998 الذين بدأت أفكارهم وعملهم في جامعة ستانفورد، التي اضطرت لطردهم من اتخاذها كمقر للعمل بسبب استهلاك كل سعة الانترنت الخاصة بالجامعة.
وبعيداً عن الصعاب، والرحلة الطويلة التي أمضت بها جوجل سنوات من التطوير، نستعرض في هذا المقال بعض من أهم الخدمات التي قدمتها لنا ولعالمنا، والتي توضح كل منها مدى قوة هذه الشركة وتأثيرها على حياتنا.
— جوجل سيرش وثورة محركات البحث
جوجل سيرش استطاع أن يقضي على بقية محركات البحث ويستحوذ على معظم عمليات البحث، وذلك لم يأت من فراغ تماماً، ذكاء المحرك وتطويره بشكل جعله يسبق الجميع أدى إلى ما وصل إليه محرك البحث الأفضل على الإطلاق اليوم.
محرك البحث الخاص بجوجل يصل الآن لعدد كبير جداً من المواقع والصفحات التي تتنافس على الوصول للصفحة الأولى من خلال الفهم الصحيح للعوامل التي تضعها جوجل لترتيب الصفحات، والتي أصبحت كثيرة على مر السنوات.
–اندرويد النظام الأشهر للهواتف الذكية الآن
أندرويد هو الآن النظام الأقوى، والأشهر بين أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، حيث يستحوذ على نسبة تتخطى 80 بالمائة من الهواتف الذكية حول العالم.
ورغم تطلعات آبل المستمرة بنظامها iOS على هواتف آيفون إلا أنها ليست قادرة من الاقتراب من عرش اندرويد الذي لم يتخط عمره العشر سنوات، سواء من ناحية القوة والمميزات الجديدة أو من ناحية قاعدة المستخدمين.
استغلت جوجل بذكاء شديد نظام اندرويد الذي عن تطويره لأول مرة لم يجد مأوي سواها، لتجعله متاح على هواتف كبرى الشركات المنتجة للهواتف، لتبدأ اسطورة نظام التشغيل اندرويد.
–Gmail والخدمات الأخرى على حساب جوجل
Gmail في حد ذاته لم يكن ثورة كبيرة مقارنة بخدمات البريد الالكتروني الأخرى، على الرغم من ذلك استطاعت جوجل انشاء خدمة بريد اليكتروني خفيفة وذات واجهة جيدة، أصبحت الأفضل بالنسبة لي وبالنسبة للكثير حول العالم.
وبالتأكيد، دعم جيميل وجود خدمات قوية بجانبه، لا يمكن مقارنتها بما تقدمه أي شركة أخرى بأي شكل. خدمات جوجل منها Google Docs وGoogle Sheets وGoogle Forms لتقديم حلول متكاملة للتحرير والتعامل مع البيانات بل وتجميعها كل ذلك بمنتهى السهولة دون ترك المتصفح ودون تعرض بياناتك للضياع.
أيضاً Google Drive كان بمثابة خطوة كبيرة جداً حيث قدم للمستخدمين 15 جيجابايت من مساحة التخزين المجانية لم تقدمها أي شركة أخرى.
–يوتيوب ومحتوى ضخم من الفيديوهات
أقل شخص فينا قضى وقتا طويلا على موقع يوتيوب، تلك المنصة التي اشترتها جوجل بعد تأسيسها بوقت قليل لم تأخذ كثيرا كي تصبح المنصة الأولى بين المنافسين الذين لم يقدروا على المنافسة لوقت طويل.
يوتيوب الآن به كمية ضخمة من المحتوى، وهو الموقع الأهم بالنسبة لمحتوى الفيديو في العالم، فيما أصبح عندما تتحدث عن إنشاء محتوى بالفيديو فأنت غالباً ودون توضيح تتحدث عن يوتيوب.
ولن تترك جوجل الفرصة للمنافسة أو لأي أفكار تزيح يوتيوب من عرشه، فدعمت الإعلانات ليحقق صانعو المحتوى الكسب من وراء ما يقدموه، بالإضافة للاستمرار في تطوير الموقع نفسه وتزويده بعدد من الأدوات لمساعدة المستخدمين سواء من يقومون برفع الفيديوهات أو من يقومون بمجرد الدخول إلى الموقع لمشاهدتها.
–خرائط جوجل
قبل التطور التكنولوجي الكبير وتواجد الخرائط، هل تتذكر عندما فتحت جوجل ايرث لأول مرة وحاولت الوصول لمنزلك؟ جوجل إيرث أتى قبل أن تأتي خرائط جوجل، التي ليست الوحيدة، ولكنها تقدم تجربة رائعة مقارنة بتطبيقات الخرائط الأخرى على الهواتف الذكية التي تساعدك على الوصول لأي مكان تريده.
ومازالت التحسينات مستمرة على كل منهما لتقديم التجربة الأفضل.
–آدسينس وآدوردز منصات الإعلانات
أحد إسهامات جوجل في تطوير الانترنت بشكل عام كان جوجل ادسينس، المنصة التي أتاحت لكل مالك موقع أو قناة على يوتيوب أن يبدأ في أن يحقق الكسب بخطوات لن تتعدى دقائق لتنفيذها ليضع جوجل ادسنس الاعلانات التي تشرف عليها جوجل بنفسها.
أما ادوردز فكان الوجه الاخر له، حيث أنه الأداة التي قدمتها لمن يريدون الإعلان عبر ادسنس سواء على يوتيوب أو على المواقع التي وضعت إعلانات ادسنس، بالإضافة إلى ذلك ادوردز هو الوسيلة التي أتاحتها للمستخدمين لعمل إعلانات على محرك البحث للظهور أولاً، لتحقق كما كبيرا من الأموال من وراء ذلك بعد سيطرتها على عالم محركات البحث.
ولم تهدأ جوجل في تطوير هذه الخدمات مع توفير أدوات مثل Keyword Planner وTrends لتحليل اهتمامات من يقومون بالبحث ومعرفة ما يريدون لتساعد صانعي المحتوى على إنشاء المحتوى المناسب والمطلوب من قبل من يقومون بالبحث عبر منصاتهم.
–بالتأكيد هذا ليس كل شيء
هذا المقال يقدم جوانب مهمة مما قدمته جوجل، ولا يقدم بالتأكيد كل اسهاماتها في عالمنا الآن. الشركة دائما ما تقوم بالمزيد من التطوير، حيث تطور تطبيقات وأدوات للمطورين لمساعدتهم، فدونا عن كل هذا تقوم شركتها الأم الآن بتصنيع الهاردوير تحت اسم Alphabet.
فيما كانت آخر خطواتها العام الماضي تصنيع أول هاتف تحت اسم Pixel، بعد سنوات من دعم هواتف Nexus، لتقوم منذ أيام فقط بشراء الجزء الخاص بتصنيع هواتف Pixel من HTC، لتظهر نية الشركة في تعزيز قوتها في مجال الهاردوير في الفترة القادمة، مع استمرارها في التقدم وإحداث تطورات في كل خدماتها الحالية دبل وإنشاء المزيد منها.