الرئيسية / بانوراما / عبد الرحيم ناصف ومصطفى استتو يوقعان “سيرة المهجّرين بين الأسماء”

عبد الرحيم ناصف ومصطفى استتو يوقعان “سيرة المهجّرين بين الأسماء”

نظمت جمعية التحدي للبيئة، ظهر أمس السبت، بالنادي السوسيو تربوي درب غلف بالدار البيضاء، حفل تقديم وتوقيع كتاب “سيرة المهجّرين بين الأسماء” لمؤلفيه الكاتبين عبد الرحيم ناصف ومصطفى استتو، وهو نشاط ثقافي اجتماعي نظم تحت شعار “أدباء من رحم المعاناة”.

ويرصد هذا العمل الأدبي حياة صديقين عاشا داخل أسوار خيرية عين الشق، تلك “الدار” التي حملاها وما زالا يحملانها، حتى بعد اختفائها، طيلة حياتهما، لم تفارقهما كأم قست عليهما لكنها كانت الدافع للتفكير بشكل آخر في هذه الحياة. دافع لتحصيل دراسي باجتهاد أكبر، وللحصول على هوية باسم ثابت يجدان ذاتهما وكينونتهما داخله. كما كانت دافعا لتأجيج الكثير من المشاعر التي تحولت اليوم إلى نزيف فكري يترجم في كتاب من شأنه أن يغير نظرة المجتمع إلى “ابن الخيرية”، واعتباره إنسانا قادرا على العطاء وعلى الإبداع، ولو من رحم المعاناة.

وقال الناقد والمترجم لحسن حمامة في تقديمه للكتاب ومؤلفيه، خلال اللقاء، إنها تجربة تؤسس لنوع جديد من الكتابة في الأدب المغربي “أدب الخيريات”، حيث تبرز كتابة السيرة الذاتية التي تحمل الكثير من المعاناة، ليكون صرخة في وجه الظلم والقهر التي تعانيه الذات المحرومة من دفئ العائلة والحنان… صرخة ضد محو الهوية لأطفال لم يستطيعوا الاستقرار داخل اسم ثابت يحملونه منذ ولادتهم كباقي أقرانهم، بل هُجّروا قصرا نحو هويات متعددة تحت أسماء عائلية متعددة. فقد كانت لهم أكثر من شهادة ميلاد، تتغير كما يتغير الزمن والسنوات التي يمرون بها من مرحلة دراسية إلى أخرى.

واعتبر الكاتبان أن كتابة “سيرة المهجرين بين الأسماء” انطلقت من فكرة أولية هي تقديم صورة للمجتمع المغربي عن “الخيرية” كمؤسسة وعن “ولد الخيرية” كإنسان يجب إسقاط عنه مفهوم “اللقيط” أو “ولد الحرام”، وقالا إنها ليست سيرة شخصية لأطفال بأكثر ما هي سيرة لـ “الدار” التي احتضنتهم، فكان الهدف هو كتابة سيرة هذه “الأم” التي تم إقبارها، و رد بعض الاعتبار لبعض من جانبها المضيء، وتقديم قراءة لتاريخها… كما أرادا بها خطوة أولى نحو الدفع في اتجاه الكتابة وخلق إبداع جديد في كتابة السيرة وتاريخ الأمكنة، خصوصا أن هناك الكثير من الطاقات القادرة على الخلق والإبداع الأدبي، التي ينبغي تشجيعها والاهتمام بها.

الكتاب يقع في 126 صفحة، وكتب الصحفي مصطفى حيران في التقديم له، إنه نص يحمل”تلك السخرية الأساسية، التي تبذل جهدا محفوفا بالمخاطر، حتى تجعل العالم يدخل قفصا وتخضعه للتعريض… ونص كثيف كثافة لطمة قوية على خد مجتمع غليض القلب لا يريد أن يتحمل أوزار سلوكه، واللطمات لا تشبه بعضها، إذ ثمة منها ما يبقى غائرا أثره على مر الزمن، لمن ألقى السمع وهو شهيد…”