مريم بنطهيان، 25 سنة، فنانة تشكيلية عصامية من نوع خاص، من يصادف لوحاتها يدرك بسرعة أنه أمام مبدعة ترسم بإحساس مرهف، سواء تعلق الأمر بإبداع خيالي، أو بترجمة لإحساس تجاه قضية إنسانية أو اجتماعية معينة.
هي أيضا طالبة سنة ثانية ماستر فيزياء الطاقات العليا، بكلية العلوم عين الشق، الدار البيضاء. تفتقت موهبتها منذ سن صغيرة جدا، إذ رسمت أول لوحة لها بالألوان المائية في سن السابعة من عمرها، وفي سن 13، بدأت باستعمال الصباغة الزيتية.
لوحات مريم بنطهيان يغلب عليها الطابع الواقعي حين ترسم البورتريه ببراعة يشهد لها بها الكثيرون من المهتمين وأساتذة الفن التشكيلي، لكن السريالية تطبع عددا من أعمالها وكذا الانطباعية.
شاركت في أعمال جمعوية، من خلال عضويتها في جمعية البيئة والإنسان بمدينة ابركان، ونادي الفنون بكلية العلوم عين الشق بالدار البيضاء، فسخرت موهبتها في إنجاز جداريات، في بعض القرى، وفي تجديد وتزيين أقسام المدارس. كما نظمت معرضا فرديا بمدينة بركان خلف صدى جيدا لدى المتلقي، وشاركت في معرض جماعي بمدينة وجدة بمناسبة مهرجان الرمال.
وتشارك قريبا في المعرض الجماعي “حوارالتجارب” الذي تنظمه جمعية “الفن للجميع”، من 9 إلى 14 ماي المقبل، بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء.
عن هذه الموهبة، وعن حب الرسم، والبدايات تتحدث مريم بنطهيان في هذا الحوار:
- لوحاتك تحمل بصمة خاصة، وكأنها تحمل رسالة معينة…هل ترسمين للمتعة أو ترسمين لتعبري عن رأي معين تجاه قضية ما؟
– إذا كانت هناك، فعلا، بصمة خاصة، فهي نابعة حتما من محاولتي الإتقان قدر المستطاع. أستمتع كثيرا وأنا أعمل على التفاصيل الصغيرة، إنها بمثابة السفر إلى عالم آخر. نعم، أرسم للمتعة ولكن أيضا للتعبير عن رأي معين تجاه قضية ما. أحاول أن أكون فاعلة في محيطي من خلال ما أنقله إلى اللوحة، لأني أعتبر الرسم هو رسالة إنسانية نبيلة حتى لو كان فقط هواية.
- بدأت الرسم في سن مبكرة جدا، كيف اكتشفت أنك رسامة موهوبة؟ ولماذا لم يكن توجهك الدراسي نحو الفنون التشكيلية بالأساس؟
– معظم أوقات فراغي كانت أوقاتا للرسم، كانا والداي يشجعاني دائما، خصوصا عندما رسمت أول لوحة تشكيلية. أعطاني أبي الضوء الأخضر لأستخدم كل ما أحتاج من أدوات. لم أتوجه نحو دراسة الفنون التشكيلية، لأنني لم أتصور أن يكون الفن التشكيلي مصدر عيش، أو مهنة. لكن لم أبتعد يوما عن عشقي للريشة، وكنت أطالع دائما الكتب التي تزود معرفتي العلمية بهذا الفن وتلقنني مبادئه وأساليبه ومدارسه.
- أين تجدين نفسك أكثر؟ هل في الفن الواقعي أو السريالي أو الانطباعي؟ وماذا تعني لك أي من هذه المدارس؟
– أجد نفسي أكثر في الفن الواقعي والسريالي. كل مدرسة هي عبارة عن سفر إلى عالم مختلف. كل يتميز بانفراده و بانفتاحه على خصائص معينة، وكل مدرسة عبارة عن تجسيد وانعكاس للحالة التي يوجد عليها الفنان وهو أمام مرسمه.
- هل تعطين أسماء للوحاتك حتى تقربين المتلقي منها؟ أم تتركين له حرية إدراك المعنى أو الرسالة؟
– هذا أكيد، كل اسم يأتي تلقائيا إلى ذهني. لكن العنوان أو الاسم لا يمنع من أن تكون للمتلقي نظرته الخاصة، التي قد تختلف عن تفسير الآخر للوحة. وفي معظم الأحيان، يفهم المتلقي الرسالة من تلقاء نفسه.
- أكيد تتابعين الأعمال الفنية لكبار الفنانين التشكيليين سواء العالميين أو المغاربة.. من يستهويك أكثر؟
– كل الأعمال الفنية تستهويني، بما في ذلك أعمال فنانين غير معروفين. لكني أجد نفسي دائما منجذبة إلى الفن الأوروبي عصر النهضة. بالنسبة إلي، فقد كان عصرا متميزا و فريدا.
- إلى جانب الفن، أنت طالبة ماستر تخصص فيزياء الطاقات العليا.. هل فكرت يوما في الاحتراف في مجال الفن التشكيلي؟ أم تحبذين العمل في مجال تخصصك العلمي؟
– أنا أسعى إلى الحصول على شهادتي العلمية أولا، بعد ذلك يمكنني البحث عن طريق للاحتراف. ربما سأحاول الجمع بين الاثنين، أعرف أني لن أضيع فرصة الاحتراف إذا وجدت، وتوفرت الإمكانيات لذلك.