الرئيسية / بانوراما / القضاء اللبناني يدين زياد الرحباني في قضية “قدح” جعجع

القضاء اللبناني يدين زياد الرحباني في قضية “قدح” جعجع

أدان القضاء اللبناني الفنان الموسيقي زياد الرحباني على خلفية الدعوى التي رفعها ضده رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بسبب ما اعتبره قدحا وتجريحا لشخصه، في إحدى حواراته التلفزية، سنة 2013.

وأصدرت محكمة المطبوعات في بيروت، نهاية شهر مارس الماضي، حكما جزائيا يقضي بتغريم زياد الرحباني مبلغ مليون ليرة لبنانية (حوالي 660 دولارا) وإلزامه بقبول رد المدعي، وبنشر تصحيحه أو تكذيبه، مع تحميله كافة مصاريف ورسوم الدعوى، ما اعتبرته بعض القوى الحقوقية والإعلامية اللبنانية حكما جائرا لا يرقى إلى مستوى تطلعات الشعب اللبناني للحرية والعدالة.

وكان صاحب “أنا مش كافر” أدلى بتصريحات لتلفزيون (nbn ) في برنامج “أبيض وأسود”، اتهم فيها جعجع بموالاته لإسرائيل، وبتنفيذ تفجير كنيسة سيدة النجاة سنة 1994، مشبها سياسته بسياسة حركة الإخوان المسلمين.

الحكم أثار حفيظة الحزب الشيوعي اللبناني، وعدد من الإعلاميين والحقوقيين، والحركات الشبابية، الذين استنكروا القرار القضائي، كما باقي الأحكام “الجائرة” التي “تطال أصحاب الرأي من فنانين وصحفيين، وكل من يعبر عن رأيه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.

ويعتبر مؤيدو، نجل فيروز وعاصي الرحباني، أن لا أحد يمكنه أن “يُسكت زياد الرحباني الذي تصيغ سخريته المرّة الوعي السياسي والاجتماعي لأجيال متعاقبة”، مؤكدين أن تصريحاته تستند إلى مجموعة من الوقائع المعروفة والمثبتة في تاريخ لبنان، وفي حق سمير جعجع، الذي لعب دورا كبيرا أثناء مشاركته في الحرب الأهلية ضد التنظيمات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، حين لم يكن إلا قائدا لإحدى الميليشيات المسيحية، قبل أن تتحول إلى حزب سياسي. وبالتالي، فالدعوى والحكم عليه لن يزيدا إلا من شعبيته ومن حجم التضامن معه. في حين يقول خصومه، وخاصة من حزب جعجع، إن زياد مبدع في الموسيقى ويمكنه أن يضمن حضوره القوي فقط من هذا الجانب الإبداعي فيه، لكن لا شأن له بالسياسة التي يريد أن يزج بنفسه فيها عنوة، من أجل شهرة زائفة، لا تمت لموهبته الأصلية بصلة.

ومعروف عن زياد الرحباني سخريته اللاذعة في انتقاده للأوضاع السياسية والاجتماعية في لبنان، وقد ضمن الكثير من أعماله الفنية، سواء أغانيه أو مسرحياته، مواقفه السياسية التي تصف ما يقع بحس كوميدي عال، وبجرأة منقطعة النظير.