فقدت الساحة التشكيلية المغربية اليوم الثلاثاء واحدا من ألمع روادها، هو الفنان عبد اللطيف الزين عن سن يناهز 76 عاما، وذلك بمدينة المحمدية التي اختارها منذ سنوات مقاما له، وفضاء لإبداعاته.
واعتبارا لمكانته الفنية كان زملاؤه قد انتخبوه رئيسا لنقابة الفنانين التشكيليين المغاربة وللجمعية الوطنية للفنون التشكيلية.
وعرف عن الراحل، الذي ولد بمدينة مراكش سنة 1946 اجتهاده المتواصل في عالم التشكيل، منذ أن ولج هذا الميدان المتماوج بالأطياف والألوان، وهو في سنوات الصبا.
لقد استهواه هذا الفن كغيره من الفنون، فكرس له عمره كله، بعد أن صقل موهبته بالدراسة في كل من مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء،والمدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس.
ورغم ترحاله بين مختلف عواصم العالم فقد ظل شديد الحنين إلى المدينة الحمراء،التي كان يتردد عليها،كلما هزه الشوق إليها.
وغيره من الرسامين،شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية، داخل المغرب وخارجه، ومارس الكثير من الأنشطة المرتبطة بالتشكيل، كالنقد الفني، والديكور، وإبداء الاستشارة الفنية لدى المحاكم..
وسبق له أن أقام معرضا مشتركا مع الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي،الذي يعشق بدوره الرسم التشكيلي، وله فيه العديد من الأعمال الفنية واللوحات التشكيلية، التي استلهمها من عناوين بعض أغانيه.
عرف عن الزين، رحمه الله، تعلقه الشديد بالموسيقى بمختلف تعبيراتها، وفي إحدى المرات انخرط في تجربة فنية تقوم على الرسم على اللوحة،بشكل مباشر،أمام المتلقي،على خلفية إيقاع الموسيقى الشعبية،المنبعثة من طبول إحدى فرق كناوة،التي كان من أشد المعجبين بها.