لطالما أرجع العلماء سبب معاناة النساء من مرض الربو أكثر من الرجال إلى الهرمونات (الأستروجين وهرمون التستوستيرون)، إلا أن دراسة جديدة كشفت أن هذا الاعتقاد خاطئ وتوصلت إلى السبب الحقيقي وراء ذلك.
وقال نيوكومب أحد مؤلفي هذه الدراسة العلمية التي نشرت في جورنال Cell Reports “عندما بدأنا في إجراء هذه الدراسة، كنا نعتقد أن سبب تطور الربو هو هرمون الإستروجين، كما هو حال هرمون التستوستيرون. ولكننا دهشنا جدا عندما اكتشفنا أن هرمون الذكور يلعب الدور الرئيس في عدم تطور المرض”.
وتوصل نيوكومب رفقة الباحثين، عبر دراستهم لأنسجة الرئة لمرضى الربو والأشخاص الأصحاء، وكذلك الفئران التي تعاني من مشكلات مماثلة، أن واحدا من الأسباب الرئيسة يكمن في أن رئة المصاب بالربو تحتوي على كمية كبيرة من الخلايا اللمفاوية من النوع الثاني، والتي تعتبر عنصرا أساسيا في نظام المناعة.
وتفيد النتائج أن هذه الخلايا موجودة أكثر في رئات النساء المصابات بالربو وإناث الفئران، مما دفع علماء الأحياء للتدقيق في مدى تأثير الهرمونات الجنسية على سلوك هذه الخلايا، عبر إضافة هرمونات الإستروجين والتستوستيرون.
وخلصوا إلى أن الهرمونات الأنثوية بحد ذاتها (الإستروجين والبروجيسترون) لا تؤثر على سلوك وتطور الخلايا الليمفاوية من النوع الثاني، ويبقى مستوى نشاطها وكميتها في أنسجة الرئة ثابتا. ولكن إضافة القليل من هرمون التيستوستيرون الذكوري إلى خلايا الرئة أوقف نشاط الخلايا اللمفاوية، وتوقفت عن التكاثر.
وكشفت الإحصاءات التي قدمها أطباء فرنسيون وإسبان أن عدد النساء المصابات بمرض الربو ضعف عدد الرجال، وغالبا ما يعانين منه أكثر، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 300 مليون شخص في العالم يعانون من الربو في الوقت الراهن.