يعتقد البعض أن الأمراض النفسية للكبار فقط، وأنها بعيدة كل البعد عن الأطفال، وهو اعتقاد خاطئ، لا يتماشى مع كون الطفل كائن شديد الرقة، من السهل أن يتأثر بالسلب أو بالإيجاب، بما يدور حوله من أحداث، لذا نكشف عن بعض طرق الوقاية التي يمكنها أن تحمي طفلك من الإصابة بالأزمات النفسية في الصغر، أو مع تقدم العمر.
حماية الأطفال تبدأ بـ”لا للضرب”
من الطبيعي أن يقوم الأبوين بمعاقبة الطفل عندما يخطأ، ولكن ذلك لا يعني تماما تعرض الطفل للإهانة أو العنف بنية تهذيبه، حيث ثبت أن تلك الطرق تضره نفسيا عاجلا أم آجلا، حتى وإن بدا أنها قد قامت بتحسينه وتغييره للأفضل، حيث يعمل الضرب على انصياع الأطفال للأوامر خوفا، وليس اقتناعا، ما يحولهم من أطفال أسوياء، إلى آخرين أكثر قلقا وتوترا.
كيف تحمي أطفالك بزرع الثقة
تعد قلة الثقة بالنفس واحدة من أبرز الأسباب التي تؤدي للاكتئاب سواء عند الأطفال أو البالغين، وهي الصفة السيئة التي تنشأ عند الطفل مع كثرة تعرضه للانتقاد والتوبيخ، بينما نجد على العكس من ذلك، أن مدح الطفل بطريقة مناسبة ودون مبالغة، وعدم انتقاده أمام الآخرين، من شأنه أن يزرع الثقة بداخله، فيدفعه للتقدم دراسيا واجتماعيا، ويحميه من الأزمات النفسية، مهما اشتدت عليه الظروف المحيطة.
عدم تغييب الآمان
ليس هناك مجال للمقارنة، بين طفل يكبر في منزل هادئ، يشعر فيه بالحب والتصالح بين أبويه، وبالدفء والأمان في وسطهما، وبين طفل آخر ينشأ في منزل يعج بالمشكلات العائلية، حيث تتعالى فيه الأصوات، وتحتدم فيه الأزمات بين الحين والآخر، إذ تزداد فرص إصابة الطفل هنا بصدمة قوية، جراء تشتته بين طرفين، من المفترض أن يكونا ضمن فريق واحد، علاوة على أنه يفقد شعوره بالأمان، ما قد يجعله يلجأ إلى أماكن أو أناس آخرين لا يؤتمنون.
النصح دون تخويف
مع انتشار عمليات خطف الأطفال، أو تعرضهم للأذى من الآخرين، يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى تخويف طفلهم الصغير، بنية إلزامه بعدم التواصل مع الغرباء أو الابتعاد عن حدود السكن، وهو الأمر الذي وإن كان يجدي نفعا من ناحية، فإنه يضره على الصعيد النفسي من ناحية آخرى، حيث يكبر الطفل في تلك الحالة وهو يشعر بالخوف من الآخر، فيحاول تجنبه بقدر الإمكان، وينشأ كشخص عديم المسئولية وغير قادر على المواجهة. الأفضل هو أن يجد الأهل التوازن ما بين نصح الطفل بطرق إيجابية وعدم إثارة مشاعر الخوف والرعب في ذات الوقت.
عدم التجاهل
يشكو الأطفال أحيانا من بعض المشكلات الصغيرة التي تواجههم، دون أن يعيرها الأبوين اهتماما يذكر، على اعتبار أنها ازمات صغيرة يتجاوزها الاطفال وحدهم، هنا من الجائز جدا أن تنتاب الطفل مشاعر الوحدة، حيث لا يجد الدعم والمساندة التي كان يتوقعها، ما ينبه إلى أهمية سماع الطفل وعدم تجاهل مشكلاته، التي قد يراها الكبار من أتفه الأمور، بينما تعد بالنسبة للأطفال شغلهم الشاغل.