على مدى 3 سنوات، كان الجدل حول أصول جائحة فيروس كورونا المستجد بين فكرتين كبيرتين، الأولى أن فيروس SARS-CoV-2 قد تسرب إلى البشر مباشرة من مصدر حيواني بري، والثانية أن العامل الممرض قد تسرب من مختبر صيني.
وبقي العالم بانتظار إثبات إحدى النظريتين لإغلاق ملف الوباء نهائياً لكن دون جدوى. إلا أن الآمال لم تنطفئ.
فربما يكون فريق دولي من علماء الفيروسات وعلماء الجينوم وعلماء الأحياء التطورية قد عثر هذا الأسبوع أخيراً على بيانات مهمة للمساعدة في سد هذه الفجوة، وفقا لبحث جديد أجرته “جامعة إيموري” البحثية الخاصة في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا الأميركية،
فقد أظهر تحليل جديد للتسلسلات الجينية التي تم جمعها الفريق من سوق ووهان وهو المتهم الرئيسي بتسريب الوباء، أن كلاب الراكون التي تم بيعها بشكل غير قانوني في المكان ربما كانت تحمل الفيروس.
وأضاف التحليل أنه لربما تم التخلص من تلك الحيوانات في نهاية عام 2019، ليكون الوباء بهذا قد بدأه قفزه من الحيوانات إلى البشر، بدلاً من حادث تسرّبه بين العلماء من مختبر أثناء اختبارهم لفيروسات.
أما التفاصيل، فقد تم سحب التسلسلات الجينية من المسحات المأخوذة من أكشاك السوق المتهم وبالقرب منه حول بداية الوباء.
وتبيّن أنها تمثل الأجزاء الأولى من البيانات الأولية التي تمكن الباحثون من خارج المؤسسات الأكاديمية الصينية والمتعاونين المباشرين معهم من الوصول إليها.
ووجد الباحثون أن البيانات كانت مليئة بالمواد الوراثية الحيوانية، وكان الكثير منها مطابقًا لـ “كلب الراكون”. وهو ما جعلهم يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تشير إلى وجود راكون مصاب بفيروس كورونا في الأماكن التي تم أخذ المسحات فيها.