وسط القمع المتزايد، الذي يتفنن النظام العسكري الجزائري في ممارسته بسادية ضد كل معارضيه، وأمام استحالة الفرار من جحيم الكابرانات، سواء عن طريق طلب اللجوء السياسي في أوروبا، أو ركوب مغامرة “الحريك” بواسطة قوارب الموت، وجد الجزائريون أنفسهم مضطرين للغرق في الإدمان عن المهلوسات، في محاولة لنسيان الهموم والمشاكل الاجتماعية التي يتعرضون لها في جحيم الكابرنات.
فقد كشفت وسائل إعلام محلية غرق المجتمع الجزائري بمختلف فئاته في الإدمان على مهلوس جديد يطلق عليها “زاديكا zadika ”، يتم إنتاجه في “البوسنة والهرسك”، قالت إنه يهرب عبر الحدود الجزائرية الشرقية ليتم تسويقه في مختلف ولايات البلاد، بتدبير بارونات جنت الملايير من المتاجرة بها، ليتم تبييض هذه الأموال في شراء عقارات ومصانع وقصور داخل الجزائر وخارجها.
وتابعت المصادر ذاتها أن هذا المهلوس الجديد وجد طريقه إلى قلوب وعقول الشباب والمراهقين وحتى الأطفال والكهول والنساء، موضحة أن هذه المادة السامة تشبه في ذوقها مخدر “الكوكايين”، لكن مفعولها أقوى منه بكثير لمن أدمن على تناولها، حيث يتم ترويجها في العديد من ولايات البلاد من طرف شبكات وعصابات تنشط في المتاجرة والتوزيع للأقراص المهلوسة، كما تصل أسعار القرص الواحد من هذا المهلوس إلى 1000 دج، بالرغم من أن المهربين يمارسون الاحتيال بامتياز، من خلال اقتنائهم لعلب أدوية مقلدة على أساس أنها أصلية، باعتبار أن هامش الربح أوفر فيها، لكنها أخطر صحيا وقد تصل إلى الموت.
وحذرت مصالح الأمن الجزائرية من الشبكات الإجرامية لترويج هذا النوع من الأقراص المهلوسة التي لم تعد تستهدف اليوم المنحرفين المعروفين في الأحياء الشعبية فقط، ولكنها أصبحت تقتحم المدارس والثانويات والجامعات وسواها التي لم تسلم هي الأخرى من ترويج هذه السموم، حسب نفس المصادر.