كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية جاءت تحت عنوان “تونس.. خيبة أمل ديمقراطية مقلقة”، أن الخمول الانتخابي الذي تغرق فيه تونس، اقتراعاً بعد آخر، محبط.
وأوضحت أن هذا البلد، الذي كان محط إعجاب قبل أكثر من عقد من الزمن، لدوره الرائد في موجة “الربيع العربي” وكان مختبراً لتجربة ديمقراطية فريدة في المنطقة، أصبح اليوم يحطم الأرقام القياسية في الامتناع عن التصويت في الانتخابات. فقد عزف 89 في المائة من التونسيين عن التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم الأحد 29 يناير الماضي، وهي نسبة المقاطعة نفسها التي سجلتها الدورة الأولى من هذه الانتخابات.
وتابعت “لوموند” أنه “صحيح أن قيس سعيد قد استفاد من الدعم الأولي لمواطنين غاضبين من لعبة برلمانية أصبحت مختلة على خلفية الانحدار الاجتماعي والاقتصادي. وتجسد الأمل في العودة إلى التطلعات الشعبية للثورة التي خانتها النخبة الحاكمة الفاسدة وغير الكفؤ. لكن التونسيين سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل مرة أخرى. فخلف شعبويته الخطاب، حبس الرئيس قيس سعيد نفسه داخل سلطة شخصية. إنه يعمل في فقاعة غير حقيقية حيث يحل الكلام الشعبوي محل الأفعال”.
وخلصت إلى أن الامتناع المتكرر عن التصويت في الأشهر الأخيرة يدق ناقوس الخطر، مشددا على أن شرعية رئيس الدولة آخذة في التقلص على مدى الأسابيع. هذا التطور الجديد داخل تونس وخارجها محفوف بالتعديلات القادمة. يجب أن يكون الجميع على علم بهذا.