قرر عدد من السياسيين في الجارة الشرقية مؤخرا، اعتزال السياسة، حيث أصبح الأمر يشكل ظاهرة خطيرة، جاءت كنتيجة للتضييق على العمل السياسي، الذي يمارسه العسكري الجزائري.
تعليقا على الموضوع، يُرجع الأكاديمي الباحث في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، إعلان شخصيات سياسية اعتزال العمل السياسي في الجزائر إلى ما يصفها بـ”حالة الضمور التي تعرفها الساحة السياسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة”.
وفي مقال جاء تحت عنوان “هل هي جنازة السياسة في الجزائر؟”، نشرته صحيفة “القدس العربي، يوضح ناصر جاب، أن إعلان السياسي الجزائري، عز الدين ميهوبي، الذي كان من بين المترشحين في الانتخابات الرئاسية عام 2019، اعتزال العمل السياسي والتفرغ للكتابة، جاء يوم واحد من إعلان صفحة الناشط السياسي، رشيد نكاز، اعتزاله النشاط السياسي بشكل نهائي قصد التفرغ لمشاكله الصحية ولأسرته التي قال إنه لم يرها منذ ثلاث سنوات.
بالإضافة إلى هذا، يشير الباحث، هناك أعراض أخرى لموت السياسة في الجزائر، لافتا إلى أن “حالة كل من رشيد نكاز وعز الدين ميهوبي ليست الوحيدة، نظرا لوجود العديد من الشخصيات التي انسحبت من الحق السياسي دون التعبير عن ذلك”.
وقال إنه بغلق الساحة الإعلامية تكتمل صورة جنازة السياسة في الجزائر، التي انطلقت بعد إجهاض الحراك الشعبي الذي عرف على العكس حيوية سياسية كبيرة تميزت بدخول فئات جديدة للساحة السياسية، لم يكن معروفا عنها الاهتمام بها، كالشباب والفئات الوسطى التي نشّطت يوميات الحراك لأكثر من سنتين.
وشدد على أن تقلص الفعل السياسي برجاله ومؤسساته وخطابه، يمكن أن تكون له نتائج كارثية إذا استمر كاتجاه ثقيل، مضيفا “هذا ما تخبرنا به تجارب شعوب العالم التي عرفت ممارسات مشابهة، وضعية بدأت بعض الأصوات في التنبيه لخطورتها في المدة الأخيرة، وهي تعاين هذا الفراغ السياسي القاتل، الذي يضع مؤسسات الدولة في مواجهة مباشرة مع مختلف القوى الشعبية، دون وسائط سياسية للتمثيل، للحوار والتفاوض، ألغاها تماما هذا النوع من التسيير السائد، السكران بروائح أموال براميل النفط والغاز المنبعثة من ساحات معارك الحرب الروسية -الأوكرانية”.