عاد الجزائريون من جديد للوقوف في طوابير للحصول على كيس حليب، بدءا من السادسة صباحاً من كلّ يوم، مشكلين مشهدا لم يعد يترجم أزمة عابرة قد يمر بها أي بلد في حاجة إلى شيء ما، وفقاً للمحللين، بقدر ما يعكس حجم الفشل الذي يضرب النظام العسكري الحاكم في البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه معاناة المواطنين من ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية ونقص حاد في بعضها، ما يربك كثيرا الجزائريين الذين باتوا يترقبون مرور شحنات التوزيع بين نقاط البيع للظفر بقارورة زيت أو كيس حليب أو طحين…
ولم تسلم الأدوية من أزمة الندرة، التي أصبحت العلامة المسجلة لـ”القوة الضاربة في العالم”، حيث تشهد الجزائر نقصا فادحا في عدد من الأدوية، وخصوصاً أدوية مرضى السكري والسرطان، إضافة إلى أدوية تخثر الدم، و”باراسيتامول”، وغيرها من الأدوية الهامة، فيما تتقاذف الوزارات المسؤولية عن تفاقم الأزمة، وسط تعهدات باستدراك وشيك لهذا النقص الذي أثر بشكل بالغ على صحة المرضى وسبب قلق عائلاتهم
الأزمة التي تتخبط فيها البلاد طالت أيضا الكتب المدرسية، حيث تطالب مؤسسات التربية والتعليم الخاصة القائمين على وزارة التربية الوطنية بتمكينها من الحصول على النسخة الثانية من الكتب لفائدتها متعلميها، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر كاملة عن الدخول المدرسي للموسم الجاري 2022/2023،
هذه الأزمات وأخرى أبانت عن ضعف لافت للنظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية في تسيير الملفات المعيشية للمواطن، الذي يدفع بأبواقه المأجورة للخروج بتصريحات غريبة تستفز المواطن، خاصة عندما يرجع الأزمة لجهات أجنبية وغيرها من الأمور التي لا يتقبلها العقل.