تستقبل الجزائر، اليوم الخميس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة تدوم ثلاثة أيام، بعد فترة عاصفة شهدتها العلاقات بين البلدين خلال الربع الأخير من العام الماضي.
ويعود ماكرون إلى الجزائر في ثاني زيارة له بعد دجنبر 2017، بدعوة من عبد المجيد تبون، في محاولة لطي صفحة سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها باستدعاء السفير الجزائري في أكتوبر 2021 بعد تصريحات الرئيس الفرنسي حول النظام العسكري الجزائري، وتساؤله “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
وكان ماكرون قد أدلى بتصريحات مسيئة للجزائر، أثناء استقباله أحفاد عدد من الشخصيات التي كان لها دور في حرب استقلال الجزائر، وتحدث عن “تاريخ رسمي” للجزائر “أعيدت كتابته بالكامل”، “وهو لا يستند إلى حقائق” إنما على “خطاب يرتكز على كراهية فرنسا”، كما طعن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للبلاد عام 1830، وتساءل مستنكراً: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
ويرى مراقبون أن هذه الزبارة محفوفة بالرهانات، أبرزها مسألة الذاكرة والحرب في أوكرانيا والغاز الجزائري والتأشيرات والأمن في الساحل، والوضعية المتدهورة لحقوق الإنسان في بلاد العسكر.
وتابعوا أن الزيارة تأتي في وقت تحوم الغيوم فوق سماء إيمانويل ماكرون، فإضافة إلى الملفات الداخلية، كإصلاح نظام التقاعد والضمان الاجتماعي والأزمة البيئية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، يواجه الرئيس الفرنسي تحديات أخرى في مجال السياسة الخارجية.