سلط الكاتب والصحافي الجزائري توفيق رباحي، في مقال نشرته جريدة “القدس العربي”، تحت عنوان “حرائق الجزائر… المحاسبة ثم المحاسبة”، الضوء على الحرائق، التي استعرت في الحارة الشرقية، مؤكدا على أنها تعد “إخفاق آخر” للنظام العسكري، “مماثل بعد سنة واحدة بالضبط. تغيّرت الجغرافيا فقط”.
وأوضح أن الذي “أخفق في وضع خطط الاستعداد لموجة الحرائق وبرامج مواجهتها يجب أن يُحاسَب بالقدر ذاته الذي يجب أن يُحاسب به مَن أشعل النيران أو تسبب فيها”.
وذكر أن العام الماضي، اتهمت السلطات حركتي “رشاد” و”الحكم الذاتي للقبائل” بإشعال النيران في منطقة القبائل “بهدف إثارة فتنة وطنية”، مشددا على أن تلك لاتهامات كانت أقرب إلى محاولة هروب من تحمل المسؤولية، لكن السلطات تمسكت بمزاعمها مراهنة على عاملي الزمن والنسيان.
وتابع أن “هذه المرة امتنعت السلطات عن تسويق الاتهامات للحركتين، لأنها غالبا أدركت ألا أحد سيصدقها”.
وأشار إلى إلغاء السلطات الجزائرية صفقة شراء طائرات مخصصة لمحاربة الحرائق من شركة إسبانية، بسبب تغيير مدريد لموقفها بشأن قضية الصحراء المغربية.
.
وشدد على أنه على السلطات الجزائرية أن تشرح لمواطنيها ماذا حدث ولماذا. “هذا أقل الواجب تجاه مجتمع لا زال يدفن أبناءه من ضحايا الحرائق الجديدة. ومن حق الجزائريين أن يطالبوا بهذا الحد الأدنى من التوضيحات والاعتراف بالمسؤولية”.
وأضاف أن واجب السلطات أيضا أن “تشرح للجزائريين لغز الطائرة اليتيمة التي استأجرتها من روسيا لإخماد الحرائق، وأقامت الاحتفالات أثناء استقبالها قادمة من موسكو، ولماذا تعطلت في أول طلعة جوية لها لتنفيذ المهمة التي استُأجرت من أجلها”.
وخلص إلى أن مقولة “الأزمة تلد الهمّة” أصبحت نسبية في الواقع الجزائري. حيث أصبح ضروريا أن تقابلها “الأزمة تلد أزمات أخرى إذا رفض المأزوم التعلم من مصيبته”.